إرشادات رمي الجمرات.. تأمين سلامة الحاج أولوية قصوى

يحظى حجاج بيت الله الحرام بمزيد من التيسير والانسيابية في أداء مناسكهم، مع الالتزام بالإرشادات المنظمة لحركة الحشود والهادفة إلى تأمين السلامة وتوفير أقصى درجات الراحة لضيوف الرحمن.
وتبرز إرشادات رمي الجمرات كواحدة من أهم الخطوات التي تضمن تنظيم هذا الركن من شعائر الحج بما يواكب الجهود الميدانية المبذولة.
وتتضمن الإرشادات الأساسية في هذا الجانب ضرورة الالتزام بجداول التفويج المعلنة مسبقًا، والتي تهدف إلى توزيع كثافة الحجاج على ساعات اليوم بطريقة مدروسة تمنع التزاحم وتتيح أداء الشعيرة بسلاسة.
كما شددت التعليمات على أهمية عدم حمل الأمتعة أو الأغراض الشخصية خلال التوجه إلى منشأة الجمرات، لما يشكله ذلك من عائق في حركة السير، ولضمان السلامة العامة عند رمي الجمرات.
ومن الملاحظ أن تنظيم رمي الجمرات في أيام التشريق يستند إلى منهج التيسير على الحاج، إذ يُسمح برمي الجمرات في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة منذ طلوع الشمس وحتى غروبها، مما يمنح الحاج فسحة زمنية واسعة لأداء الشعيرة دون استعجال.
كما أن الترتيب المقرر للأعمال خلال أيام التشريق لا يقوم على الحتمية الزمنية بقدر ما يراعي التدرج والقدرة والاستطاعة، مما يعكس فهماً عميقاً لمقاصد الشريعة في الحج.
وفي هذا السياق، أكدت الجهات المنظمة أن أهل الأعذار من المرضى وكبار السن أو من في حكمهم، ممن قد يجدون مشقة في الرمي بأنفسهم، يُرخّص لهم في التوكيل، حيث يجوز أن ينيبوا غيرهم في رمي الجمرات عنهم، وهو ما يأتي ضمن التيسيرات الشرعية المعتمدة.
كذلك يُسمح لهم بمغادرة مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل من ليلة المبيت، تخفيفًا عليهم وتسهيلًا لمسارهم في المشاعر.
وتأتي هذه التعليمات ضمن منظومة متكاملة من الجهود البشرية والتقنية، تبذلها الجهات الأمنية والصحية والتنظيمية في موسم الحج، بالتعاون مع مقدمي الخدمات، لتأمين انسيابية الحركة وتنظيم الجموع وفقًا لأعلى معايير السلامة.
ويُذكر أن منشأة الجمرات قد شُيّدت وفق تصميم هندسي دقيق يراعي الكثافة البشرية الضخمة، إذ تحتوي على طوابق متعددة مزودة بأنظمة تهوية، وتضم أنفاقًا مخصصة للمركبات، إلى جانب وسائل تبريد وتكييف لتقليل آثار الحرارة المرتفعة على الحجاج، لا سيما في أوقات الظهيرة.
ومع التوعية المستمرة من قبل الجهات المختصة، تتجلى ملامح حج منظم وآمن، تُراعى فيه راحة الحاج أولاً، وتُقدّم فيه كل التسهيلات الممكنة ليؤدي مناسكه في طمأنينة وسلام، بما يحقق شعار "الحج راحة وأمان".