قبل فوات الأوان: الدفاع المدني يحذر الحجاج ويكشف أسرار النجاة في الطوارئ

كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا | نشر في

في إطار استعدادات المملكة العربية السعودية لموسم حج هذا العام 1446هـ، أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني دعوة هامة لضيوف الرحمن، حثّتهم فيها على ضرورة التعرف على مخارج الطوارئ في أماكن إقامتهم واتباع تعليمات وإرشادات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات، وضمان موسم حج آمن وسلس.

وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني في بيان رسمي، أهمية الوعي الوقائي في الحد من المخاطر المحتملة، سواء كانت ناتجة عن حوادث عرضية أو حالات طارئة، مشيرة إلى أن التزام الحجاج بالإرشادات المعلنة يسهم بشكل كبير في تحقيق مستويات عالية من الأمان داخل المشاعر المقدسة، وفي مقار إقامتهم، وفي أثناء تنقلهم بين المشاعر.

وشددت المديرية على ضرورة أن يكون الحجاج على دراية تامة بمخارج الطوارئ المتوفرة في أماكن الإقامة، مشيرة إلى أن معرفة هذه التفاصيل قد تكون حاسمة في حال وقوع أي حادث طارئ يتطلب الإخلاء السريع والآمن من المباني أو المخيمات.

وأفادت المديرية بأن رقم الطوارئ (911) هو القناة الرسمية للتواصل مع الجهات المعنية في منطقة مكة المكرمة، مؤكدة ضرورة الاحتفاظ به والتواصل معه فورًا في حال حدوث أي طارئ أو الحاجة إلى تدخل فرق الدفاع المدني.

ولفتت إلى أن الفرق الميدانية تعمل على مدار الساعة، وتم تجهيزها للتعامل مع مختلف أنواع البلاغات، بما في ذلك الحرائق، والانهيارات، والحوادث العرضية، والحالات الصحية الحرجة التي قد تستلزم إسنادًا ميدانيًا سريعًا.

ودعت المديرية العامة للدفاع المدني، الحجاج إلى متابعة التحديثات والمعلومات التوعوية التي تُنشر بشكل دوري عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي الرسمية، مؤكدة أن الجهات المعنية لا تألو جهدًا في توصيل الرسائل الإرشادية بلغات متعددة لضمان وصولها إلى أكبر عدد من الحجاج، بمختلف جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية.

وفي ذات السياق، أكدت أن التنسيق المشترك بين الدفاع المدني والجهات التنظيمية الأخرى في الحج، وعلى رأسها وزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، ووزارة الداخلية، يسير وفق خطط مدروسة تراعي أعلى معايير السلامة والوقاية، ويهدف هذا التنسيق إلى الوقاية أولًا، ثم الاستجابة السريعة والفعالة لأي طارئ قد يطرأ.

ويُعتبر الوعي الفردي للحاج بأبسط قواعد السلامة من العوامل الأساسية التي تساعد على إنجاح خطة الحج السنوية، حيث أوضحت المديرية أن كثيرًا من الحوادث يمكن تفاديها بمجرد الانتباه إلى تفاصيل بسيطة، كعدم استخدام التوصيلات الكهربائية الرديئة، أو الالتزام بعدم إشعال النار داخل المخيمات، أو الابتعاد عن التجمعات الكثيفة في أماكن ضيقة، إضافة إلى عدم ترك الأطفال دون رقابة.

ووجّهت المديرية العامة للدفاع المدني رسالة مباشرة إلى الحجاج عبر بيانها: "سلامتكم مسؤوليتنا، ووعيكم هو خط الدفاع الأول، التزموا بالإرشادات، وكونوا عونًا لنا في تحقيق حج آمن وخالٍ من الحوادث".

وتُعد استعدادات الدفاع المدني جزءًا لا يتجزأ من خطة الحج السنوية التي تنفذها المملكة، والتي تركز على تقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن، وتوفير أعلى درجات السلامة في ظل الظروف المناخية، والزحام، والتحديات اللوجستية المرتبطة بتجمع ملايين الحجاج في نطاق جغرافي محدود خلال فترة زمنية قصيرة.

وتقوم فرق الدفاع المدني بتنفيذ تدريبات ميدانية واسعة النطاق قبيل موسم الحج، تشمل سيناريوهات محتملة مثل الحرائق، وحوادث التدافع، والانهيارات الجزئية، إضافة إلى توفير تجهيزات متطورة في مواقع استراتيجية داخل المشاعر، مزودة بأجهزة إنذار مبكر، وأدوات إطفاء حديثة، ونقاط إسعاف ميداني متنقلة.

ولم يقتصر دور الدفاع المدني على التوعية والجاهزية الميدانية، بل امتد إلى التعاون مع بعثات الحج المختلفة لتزويدها بالمطبوعات الإرشادية بلغات متعددة، وتنظيم لقاءات توعوية مع مسؤولي الحملات، للتأكد من جاهزية جميع المقار، وإلمام الحجاج بقواعد الطوارئ وكيفية التعامل معها.

والجدير بالذكر أن، نجاح موسم الحج لا يتحقق فقط عبر الخطط والتنظيمات الحكومية، بل يعتمد أيضًا على تعاون الحجاج والتزامهم بالإرشادات، ووعيهم بالأخطار المحتملة وكيفية التعامل معها، بدءًا من معرفة مخارج الطوارئ، وصولًا إلى حسن التصرف في المواقف الطارئة، ما يسهم في جعل رحلة الحج تجربة آمنة وسلسة كما ينبغي أن تكون.

وتظل دعوة الدفاع المدني هذا العام تذكيرًا بأهمية الوقاية والوعي، في موسم استثنائي يجمع الملايين من أنحاء العالم، تحت مظلة الأمن والسلام، في أطهر بقاع الأرض.

اقرأ ايضاً