اعتبارًا من هذا الموعد: طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى دمشق

أعلنت شركة طيران الإمارات، إحدى أكبر شركات الطيران في العالم، عن قرارها باستئناف رحلاتها الجوية إلى العاصمة السورية دمشق، ابتداءً من السادس عشر من يوليو 2025، بعد انقطاع دام أكثر من اثني عشر عاماً.
ويأتي هذا القرار في إطار إعادة تعزيز الروابط الجوية والتجارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسورية، ما يعكس مرحلة جديدة من التعاون والانفتاح بين البلدين.
وبحسب ما أفادت به الشركة، فإن الرحلات ستبدأ بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً في المرحلة الأولى، أيام الإثنين والأربعاء والأحد، على أن تتم زيادة عدد الرحلات إلى أربع أسبوعياً بدءاً من الثاني من أغسطس، بإضافة رحلة يوم السبت، على أن يتم تشغيل رحلة يومية بين دبي ودمشق اعتباراً من السادس والعشرين من أكتوبر المقبل.
وتُشغَّل هذه الرحلات بواسطة طائرة البوينج 777-200LR، التي تُعد من الطائرات الحديثة ذات الكفاءة العالية، وتتسع لـ302 راكب موزعين على درجتي الأعمال والسياحية.
ومن المقرر أن تغادر الرحلة رقم "ئي كيه 913" من مطار دبي الدولي الساعة 12:00 ظهراً، لتصل إلى مطار دمشق الدولي في الساعة 14:10 بالتوقيت المحلي، أما رحلة العودة "ئي كيه 914" فستغادر دمشق في الساعة 16:30 لتصل إلى دبي الساعة 20:30 بالتوقيت المحلي.
وفي تصريح رسمي، أعرب سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى والرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، عن أهمية هذه الخطوة قائلاً: "يمثل استئناف عمليات طيران الإمارات إلى دمشق خطوة استراتيجية تدعم مرحلة التعافي وإعادة البناء في سورية، من خلال توفير مزيد من خيارات السفر والربط الجوي الذي يُعد ركيزة أساسية لتحفيز الحركة الاقتصادية، وجذب الاستثمارات، وفتح قنوات جديدة للتجارة والوصول إلى الأسواق العالمية".
وأضاف سموه أن هذا الربط الجوي المباشر لا يخدم فقط أهداف التنمية السورية، بل يُعد جسراً حيوياً يربط أبناء الجالية السورية المقيمين في دول الخليج وأوروبا والأميركيتين بوطنهم، ما يمكّنهم من الإسهام بخبراتهم وإمكاناتهم في عملية النهوض الوطني، مؤكداً على التعاون البنّاء من الجهات السورية المختصة.
ومن المتوقع أن تفتح هذه الخطوة آفاقاً واسعة أمام المسافرين من وإلى سورية، حيث ستوفّر الرحلات الجديدة خيارات مرنة عبر شبكة طيران الإمارات التي تضم قرابة 150 وجهة حول العالم، بالإضافة إلى الشراكة الفعّالة مع "فلاي دبي" في إطار تبادل الرموز، والتي ستتيح للمسافرين مزيداً من الخيارات والمزايا في رحلاتهم.
وتأتي هذه العودة بعد دراسة شاملة أجرتها طيران الإمارات بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات، ما يعكس جاهزية البنية التحتية في مطار دمشق الدولي، وعودة الأجواء السورية لتكون محطة آمنة للطيران المدني الدولي.
وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين دولة الإمارات وسورية نحو 680 مليون دولار أمريكي (ما يعادل 2.5 مليار درهم) في عام 2024، مسجلاً نمواً بنسبة 23% عن العام السابق.
ومن المتوقع أن تُسهم الرحلات الجوية المنتظمة في تحفيز هذه العلاقات التجارية الحيوية، خاصة في ظل تطلعات سورية لجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات رئيسية مثل الطاقة، البناء، الزراعة، والخدمات.
كما تحتضن دولة الإمارات أكثر من 350 ألف مواطن سوري، يُشكلون شريحة مؤثرة في المجتمع الإماراتي من خلال مساهماتهم في مختلف القطاعات، ومشاريعهم الريادية، مما أضفى طابعاً ثقافياً غنياً على النسيج الاجتماعي المحلي.
وسوف تتيح الرحلات القادمة تجربة سفر استثنائية للمسافرين، خاصة مع توفر 38 مقعداً في درجة الأعمال بتوزيع مريح (2-2-2)، و264 مقعداً في الدرجة السياحية، بالإضافة إلى قائمة طعام فاخرة مستوحاة من المطبخ الشامي، بما يعكس روح الضيافة العربية الأصيلة.
كما سيتمكن الركاب من الاستمتاع بنظام الترفيه الجوي الحائز على عدة جوائز (ice)، الذي يضم أكثر من 6500 قناة ترفيهية متنوعة، منها 650 قناة باللغة العربية تشمل مجموعة من الأفلام، المسلسلات، الموسيقى، البودكاست، الكتب الصوتية والألعاب.
وقد بدأت طيران الإمارات رحلاتها إلى دمشق في عام 1988، وتمكنت خلال الفترة الممتدة حتى عام 2012 من نقل أكثر من 2.1 مليون مسافر بين سورية ودولة الإمارات، وتُعد هذه العودة محطة مهمة في سجل العلاقات بين البلدين، وتؤكد على استعادة سورية لموقعها الطبيعي في منظومة النقل الجوي الإقليمي.
وتُسيّر طيران الإمارات حالياً رحلات إلى 13 وجهة في منطقة الشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، بإجمالي 191 رحلة أسبوعياً، وتُعد هذه التوسعة مؤشراً على عودة الحركة الجوية إلى سابق عهدها، وتعافي قطاع الطيران في المنطقة بشكل تدريجي.
ومن المتوقع أن تكون هذه الرحلات بوابة لعلاقات أوسع في المستقبل، حيث تعكف طيران الإمارات على تقييم إمكانات التوسع المستقبلي في سورية، بما يشمل مدنًا أخرى، وفقاً للتطورات الاقتصادية والميدانية.
ويعكس هذا القرار ثقة دولية متزايدة في تحسّن الأوضاع على الأرض، وحرصاً إماراتياً واضحاً على تقديم الدعم اللوجستي اللازم للمساهمة في إعادة بناء البنية التحتية السورية، خصوصاً في مجالات حيوية تتطلب دعماً فورياً.
وتُعد عودة طيران الإمارات إلى دمشق بعد أكثر من عقد من التوقف خطوة لافتة في مشهد النقل الجوي العربي، ومؤشراً قوياً على بدء مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري بين الإمارات وسورية.
ومع بدء العد التنازلي لإقلاع أولى الرحلات في منتصف يوليو المقبل، تتجه الأنظار نحو دمشق التي تستعد لاستقبال زوارها من جديد عبر واحدة من أرقى شركات الطيران العالمية، في لحظة قد تشكّل بداية فصل جديد من الانفتاح والاستقرار في البلاد.
- "من فضل الله لا تستمر أكثر من تلك المدة" الحصيني يطلق البشرى السارة بخصوص موجات الحر
- سون على رادار الدوري السعودي مجددًا وسط تراجع تأثيره مع توتنهام
- ما هي نسبة السماح في ساهر علي هامش سرعة 120
- ما هي شروط فتح مؤسسة فردية بدون سجل تجاري؟
- الغذاء والدواء السعودية تحذر من خطورة استخدام هذه المادة في تحضير الطعام وخاصة مندي وحنيذ