سون على رادار الدوري السعودي مجددًا وسط تراجع تأثيره مع توتنهام

كتب بواسطة: فادية حكيم | نشر في

في ظل مساعي الأندية السعودية البارزة لتعزيز صفوفها بنجوم عالميين، عادت الأنظار مجددًا نحو الكوري الجنوبي سون هيونج مين، نجم توتنهام الإنجليزي، الذي يقترب من دخول عامه الأخير مع النادي اللندني، وسط مؤشرات على فتور العلاقة بينه وبين الفريق، وتراجع تأثيره الهجومي بالموسم المنصرم.

وبحسب صحيفة The Times البريطانية، فإن سون البالغ من العمر 32 عامًا لا يزال هدفًا استراتيجيًا لأندية دوري روشن السعودي، خاصة أن عقده مع توتنهام ينتهي في صيف 2026 بعد أن فعّل النادي بند التمديد تلقائيًا في يناير الماضي، ما يمنح الأندية السعودية فترة زمنية حرجة للمناورة والتفاوض، سعيًا لإقناع اللاعب بالإنتقال في سوق الانتقالات المقبل أو في يناير على أبعد تقدير.

ويبدو أن اهتمام الأندية السعودية بسون ليس فقط لأسباب فنية بحتة، بل يرتبط أيضًا بأبعاد تسويقية وجماهيرية أوسع، حيث تنظر تلك الأندية إلى سون باعتباره بوابة رئيسية نحو أسواق الشرق الأقصى، وتحديدًا كوريا الجنوبية واليابان والصين، بما يعزز من حضور دوري روشن خارجيًا ويرفع من قيمة حقوق البث، والجاذبية التسويقية للبطولة.

من الناحية الفنية، يُعتبر سون خيارًا مثاليًا للأندية التي تخوض منافسات دوري أبطال آسيا، إذ يُسهم وجوده في تلبية شرط الاتحاد القاري الخاص بوجود لاعب آسيوي في قائمة الأجانب الأساسية، وهو ما يوفّر على الفرق مقعدًا ثمينًا يمكن استثماره في التعاقد مع أسماء لاتينية أو أوروبية إضافية.

هذه الميزة تمنح سون أفضلية لا يتمتع بها معظم النجوم الأوروبيين الذين يرتبطون حاليًا بشائعات الانتقال إلى السعودية.

وعلى الرغم من أنه لا يزال قائدًا لفريقه، إلا أن سون سجّل هذا الموسم 7 أهداف فقط، وصنع 9، في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الرقم الأقل له منذ موسمه الأول مع السبيرز في 2015-2016.

هذا التراجع النسبي في الأداء أعاد إشعال التكهنات حول مستقبله مع الفريق، خصوصًا بعد أن كثرت التساؤلات حول جدوى استمراره، خاصة مع نية النادي تجديد دماء الهجوم بعناصر أكثر حيوية.

اللافت أن هذا ليس أول ارتباط لسون بالأندية السعودية، فقد كان نجم كوريا الجنوبية محور اهتمام كبير من نادي الاتحاد السعودي في صيف 2023، حين تقدّم الأخير بعرض ضخم بلغ 55 مليون جنيه إسترليني لتوتنهام، إلى جانب عقد شخصي مغرٍ تصل قيمته إلى 25 مليون جنيه سنويًا، إلا أن اللاعب فضّل حينها البقاء في أوروبا، متمسكًا بمواصلة مسيرته في أحد أقوى الدوريات العالمية.

ورغم تتويجه مؤخرًا بلقب الدوري الأوروبي مع الفريق، فإن إدارة توتنهام تدرك أن بيع اللاعب قبل نهاية عقده قد يكون أفضل من خسارته مجانًا لاحقًا، ما يفتح الباب مجددًا أمام الأندية السعودية، التي تتابع الموقف عن كثب، وتدرس التوقيت المثالي للدخول في مفاوضات رسمية، خاصة أن المنافسة على خدمات سون قد تتسع في حال اهتمام أندية آسيوية أخرى به.

ويأتي التحرك السعودي تجاه سون ضمن إطار أوسع لحملة استقطاب عالمية، سبق أن شملت محاولات لضم محمد صلاح من ليفربول، ولويس دياز، بالإضافة إلى المهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين.

هذه التحركات تؤكد أن الاستراتيجية السعودية لا تقتصر على استقدام نجوم في نهاية مسيرتهم، بل تستهدف أسماء لا تزال قادرة على صناعة الفارق فنيًا وتسويقيًا، مع التركيز على التنوع القاري لتعزيز الحضور الدولي للدوري.

الكرة الآن في ملعب سون، الذي يقف أمام مفترق طرق في مسيرته، بين خيار الاستمرار في توتنهام الذي يشهد مرحلة انتقالية، أو الانتقال إلى تجربة جديدة قد تمنحه دورًا محوريًا في مشروع كروي طموح، واهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا لم يسبق له مثيل في المنطقة.

اقرأ ايضاً