انقطاع مفاجئ للكهرباء في حولي بالكويت يربك السكان: "الكهرباء" توضح الأسباب
شهدت منطقة حولي في دولة الكويت، صباح اليوم، انقطاعاً مفاجئاً للتيار الكهربائي، الأمر الذي أثار حالة من القلق بين سكان المنطقة وأدى إلى تعطل بعض الأنشطة اليومية في عدد من المرافق الحيوية، وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة في بيان رسمي أن الانقطاع نتج عن خروج عدد من المغذيات الكهربائية التابعة لمحطة التحويل الرئيسية «حولي B» عن الخدمة بشكل مفاجئ، مؤكدة أن فرق الطوارئ توجهت فوراً إلى الموقع للسيطرة على الوضع وإعادة التيار بأسرع وقت ممكن.
وقالت الوزارة في بيانها: «تعرضت بعض المغذيات الخارجة من محطة التحويل الرئيسية حولي B إلى خلل فني أدى إلى توقفها، مما تسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء من منطقة حولي، وقد باشرت فرق الطوارئ التابعة للوزارة على الفور بالعمل على معالجة الخلل وإعادة التيار تدريجياً إلى المتأثرين».
وأشارت الوزارة إلى أن فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة لمعالجة أي أعطال فنية تؤثر على استمرارية الخدمة الكهربائية، مؤكدة التزامها بأعلى معايير الاستجابة السريعة في مثل هذه الحالات.
وبحسب مصدر مطلع في الوزارة، فإن العمل يجري على فحص المغذيات المتضررة وتقدير حجم الضرر الفني، مع التأكيد على أن فرق الصيانة تستخدم تقنيات متقدمة لرصد الأعطال ومعالجتها دون تأخير.
وأضاف المصدر ذاته أن الوزارة تعمل ضمن خطط الطوارئ المعدّة مسبقاً والتي تُفعل تلقائياً في مثل هذه الحالات الطارئة لضمان استمرارية الخدمة وتقليل تأثير الانقطاعات على السكان والمرافق العامة.
ورغم أن الانقطاع لم يشمل كامل منطقة حولي، إلا أن بعض الأحياء الفرعية تأثرت بشكل مباشر، حيث توقفت خدمات الإضاءة والمكيفات والمصاعد في بعض المباني السكنية والتجارية، كما اضطر عدد من المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها مؤقتاً، فيما عبّر سكان المنطقة عن انزعاجهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال ساعات الظهيرة.
وفي هذا السياق، قال المواطن أحمد السالم، أحد سكان المنطقة، إن انقطاع الكهرباء تسبب في تعطل أعماله، لاسيما وأنه يدير محلاً يعتمد على الطاقة بشكل أساسي، وأضاف: «تفاجأنا بانقطاع الكهرباء دون سابق إنذار، ونأمل أن يتم حل المشكلة بشكل نهائي، خاصة وأن هذا الانقطاع ليس الأول من نوعه خلال هذا الصيف».
ومن جهتها، طمأنت وزارة الكهرباء المواطنين بأن الانقطاع مؤقت ولن يدوم طويلاً، مشيرة إلى أن التحلي بالصبر والتعاون مع الفرق الفنية سيُسهم في تسريع عمليات الإصلاح، ويأتي هذا الانقطاع في وقت تواجه فيه الكويت كغيرها من دول الخليج ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، ما يزيد الضغط على الشبكات الكهربائية، نتيجة الاعتماد المتزايد على أجهزة التكييف في المنازل والمؤسسات.
وتواجه وزارة الكهرباء سنوياً تحديات مرتبطة بإدارة الأحمال الكهربائية خلال أشهر الصيف، إذ ترتفع معدلات الاستهلاك إلى مستويات قياسية، ما يتطلب توزيع الأحمال بشكل دقيق لتفادي أي انقطاعات مفاجئة، وبحسب بيانات رسمية سابقة، تسجل دولة الكويت خلال أشهر الصيف أكثر من 15 ألف ميغاواط من الاستهلاك اليومي للكهرباء، وهو رقم يضع البنية التحتية تحت ضغط متزايد.
وفي هذا السياق، كانت الوزارة قد أطلقت مؤخراً حملات توعية للمواطنين والمقيمين تحثهم فيها على ترشيد استهلاك الكهرباء خاصة خلال فترات الذروة، وتعمل وزارة الكهرباء والطاقة في الكويت على تطوير بنيتها التحتية بشكل مستمر لمواكبة الزيادة في الطلب، حيث أشارت خطط الوزارة إلى تنفيذ مشاريع لتحديث محطات التحويل الرئيسية وتوسيع شبكة المغذيات الكهربائية في المناطق السكنية والتجارية.
كما تنفذ الوزارة حالياً مشروعات استراتيجية لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، كالشمس والرياح، في محاولة لتخفيف الضغط عن الشبكة التقليدية وتوفير طاقة مستدامة على المدى الطويل، وعلى وقع هذا الانقطاع، طالب عدد من النواب في مجلس الأمة بفتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الخلل في الشبكة الكهربائية، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
وقال النائب فيصل الدوسري في تصريح صحفي إن على الوزارة تقديم تقرير تفصيلي عن الحادث، وتحديد ما إذا كان هناك قصور في الصيانة أو الإشراف الفني، رغم الجهود المبذولة من قبل وزارة الكهرباء في الاستجابة للأعطال الطارئة، إلا أن هذا الحادث يسلط الضوء مجدداً على الحاجة إلى تعزيز كفاءة الشبكات الكهربائية وتحديث أنظمتها، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية والطلب المتزايد على الطاقة.
ويُتوقع أن تُصدر الوزارة خلال الساعات المقبلة بياناً محدثاً حول الوضع، مع توضيحات إضافية بشأن موعد إعادة التيار بشكل كامل، والإجراءات التي ستُتخذ لمنع تكرار الخلل.