الإمارات تطلق برنامجًا عالميًا لتبادل الشركات الناشئة: خطوة استراتيجية نحو ريادة الابتكار

الإمارات تطلق برنامجًا عالميًا لتبادل الشركات الناشئة.
كتب بواسطة: افتكار غالب | نشر في 

في خطوة استراتيجية تعكس طموح دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للابتكار الصناعي، أعلنت وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، اليوم، عن إطلاق "برنامج التبادل العالمي للشركات الناشئة"، وذلك خلال فعاليات الدورة الرابعة من منصة "اصنع في الإمارات"، التي تستضيفها العاصمة أبوظبي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض وتستمر حتى 22 مايو الجاري.

والبرنامج الجديد، الذي تم الكشف عنه رسميًا بالتعاون مع وكالة أنباء الإمارات "وام"، يمثل مبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز منظومة الابتكار الصناعي وربط الشركات الناشئة الإماراتية والعالمية بأسواق جديدة، ومراكز حاضنة للأعمال، إلى جانب إتاحة فرص التواصل مع مستثمرين محتملين وشركاء استراتيجيين من مختلف أنحاء العالم.

ويأتي إطلاق برنامج التبادل العالمي في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لتنفيذ مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والتي ترتكز على دعم التحول نحو اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا والابتكار، وتعزيز موقع الإمارات كمركز استقطاب عالمي للمشاريع الواعدة والشركات الناشئة ذات الطابع الابتكاري.

ويهدف البرنامج إلى تقديم منصة تفاعلية ثنائية الأطراف، تسهّل التبادل المعرفي والابتكاري بين رواد الأعمال في الإمارات ونظرائهم في الدول الأخرى، مما يسهم في بناء شبكة أعمال متقدمة وتعزيز الكفاءات المحلية في قطاعات صناعية حيوية.

ومن أبرز ملامح البرنامج، الإعلان عن إطلاق المشروع التجريبي الأول بالشراكة مع اليابان، وذلك في سبتمبر 2025، تزامناً مع معرض أوساكا العالمي، وبتعاون وثيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، وسيُشكل هذا الحدث بداية سلسلة من التبادلات الدولية التي تهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام الشركات الناشئة المرتكزة على الحلول التكنولوجية المبتكرة.

وفي إطار التبادل، ستستقبل دولة الإمارات في أكتوبر المقبل دفعة من الشركات الناشئة اليابانية، ضمن أولى دورات البرنامج، بالتعاون مع حاضنات الأعمال الوطنية وعدد من شركاء المنظومة الصناعية والابتكارية في الدولة.

وسيوفر البرنامج للمشاركين من الشركات الناشئة حزمة من الفوائد المصممة بعناية لتمكينهم من التوسع الدولي والتكامل مع بيئات أعمال متنوعة، وتشمل هذه الفوائد الوصول إلى مسارات إرشادية متخصصة وفرص تدريب عملية، بالإضافة إلى إمكانية بناء قاعدة عملاء دولية حيوية والتواصل المباشر مع مستثمرين عالميين وقادة الصناعة من مختلف التخصصات.

ومن المقرر أن تضم كل دورة من دورات البرنامج ما بين 10 و12 شركة ناشئة، يتم اختيارها وفق معايير دقيقة تضمن جدارتها ومطابقتها لتوجهات البرنامج في دعم الابتكار الصناعي القائم على التكنولوجيا الحديثة.

ويُعد برنامج التبادل العالمي للشركات الناشئة تجسيداً واضحاً لرؤية الإمارات في بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة، وترسيخ مكانتها كمحور عالمي للأفكار المبدعة والمشاريع الريادية، ومن خلال تعزيز الحضور العالمي لتلك الشركات وتوفير بيئة مناسبة لإقامة شراكات طويلة الأمد، تسعى الدولة إلى تحويل التحديات الصناعية العالمية إلى فرص، وجعل أبوظبي ودبي منصتين دوليتين لانطلاق أبرز الشركات الواعدة في مجالات الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.

ويتماشى هذا التوجه مع عدد من المبادرات الاستراتيجية الأخرى التي أطلقتها الدولة في السنوات الأخيرة، مثل "برنامج القيمة الوطنية المضافة"، و"برنامج الثورة الصناعية الرابعة"، ومبادرة "اصنع في الإمارات"، والتي تهدف مجتمعة إلى تعزيز التصنيع المحلي، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، وتوسيع آفاق التعاون الدولي في المجالات ذات الصلة.

وعلى الرغم من أن المرحلة التجريبية ستنطلق بالتعاون مع اليابان، إلا أن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة أكدت أن البرنامج سيشمل في المستقبل القريب عدداً من الدول الشريكة الأخرى، في إطار خطة توسع تدريجية تهدف إلى تغطية أسواق استراتيجية على مستوى آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية.

ووفقاً للجهات المنظمة، سيتم الإعلان تباعاً عن اتفاقيات تعاون جديدة مع دول ذات توجهات صناعية متقدمة، في مسعى لخلق منظومة عالمية مترابطة تدعم الابتكار، وتسمح بتبادل الخبرات بين الشركات الناشئة وتلك التي قطعت أشواطاً في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتصنيع الذكي، والروبوتات، والتقنيات الحيوية.

ولا يقتصر دور البرنامج على تمكين الشركات الناشئة من التوسع فحسب، بل يتعداه ليشكل بوابة استراتيجية لتعزيز صورة الإمارات كحاضنة عالمية للمواهب، ومحفز رئيسي لتطوير صناعات المستقبل، ويأمل القائمون على البرنامج في أن يؤدي إلى تأسيس جيل جديد من رواد الأعمال القادرين على إحداث تحول نوعي في الصناعات الحديثة، مع المساهمة الفعلية في النمو الاقتصادي المستدام.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية