الأهلي يلقّن الخلود درساً كروياً في دوري روشن

كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في

في ليلة كروية حماسية احتضنها ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل بجدة، واصل النادي الأهلي عروضه القوية في دوري روشن السعودي، بعدما تمكن من حسم مواجهته أمام ضيفه الخلود بنتيجة كبيرة قوامها أربعة أهداف مقابل هدف، ضمن منافسات الجولة الثانية والثلاثين من المسابقة.

ورغم البداية المتوازنة التي فرضها الخلود في الشوط الأول، إلا أن الأهلي نجح في فرض سيطرته مع انطلاقة الشوط الثاني، حيث افتتح المهاجم الدولي فراس البريكان التسجيل عند الدقيقة 47، بعد هجمة منظمة أنهاها بتسديدة قوية داخل الشباك، واضعاً فريقه في المقدمة ومعلناً بداية مهرجان الأهداف الأهلاوي.

الرد لم يتأخر كثيراً من جانب الضيوف، الذين حصلوا على جرعة أمل مؤقتة بعد هدف التعادل الذي جاء بنيران صديقة، عندما حول مدافع الأهلي ماتيو دامس الكرة بالخطأ في مرمى فريقه عند الدقيقة 60، ليعيد الخلود إلى أجواء اللقاء وسط صدمة جماهير الأهلي التي احتشدت في المدرجات لدعم فريقها في هذه المرحلة الحساسة من الدوري.

لكن سرعان ما استعاد الأهلي توازنه، مستفيداً من مهارات وخبرة نجومه في الخط الأمامي، حيث نجح النجم الجزائري رياض محرز في تسجيل الهدف الثاني عند الدقيقة 66، بعد سلسلة تمريرات رائعة انتهت بلمسة فنية من محرز الذي أسكن الكرة الشباك بطريقة لا يتقنها سوى الكبار، مستعيداً التقدّم ومشعلاً المدرجات مجدداً.

ومع تقدم الدقائق، بدا أن الأهلي عازم على حسم الأمور مبكراً، فواصل ضغطه المكثف على دفاعات الخلود، ليتمكن البديل سميحان النابت من إضافة الهدف الثالث عند الدقيقة 77، بعد تمريرة عرضية انقض عليها بكل ثقة، مسجلاً هدف الاطمئنان ومنهياً عملياً طموحات الضيوف في العودة إلى اللقاء.

ورفض الأهلي أن يكتفي بثلاثية، إذ واصل لاعبوه التحرك النشط حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، ليُحتسب لهم ركلة جزاء عند الدقيقة 86، انبرى لها النجم الإنجليزي إيفان توني ووضعها بثقة في الشباك، محرزاً الهدف الرابع ومختتماً رباعية أهلاوية أكدت تفوق الفريق على أرضه وبين جماهيره.

بهذا الانتصار المهم، رفع الأهلي رصيده إلى 64 نقطة وضعته في المركز الخامس بجدول الترتيب، ليعزز حظوظه في المنافسة على مركز مؤهل لدوري أبطال آسيا الموسم المقبل، في وقت يواصل فيه الفريق تقديم مستويات قوية بقيادة مديره الفني الذي أظهر مرونة تكتيكية واضحة على مدار اللقاء.

في المقابل، تلقى فريق الخلود خسارة قاسية تجمّد رصيده عند النقطة 34، ليبقى في المركز الثالث عشر، ويزداد وضعه تعقيداً في صراع البقاء ضمن أندية دوري روشن. ورغم الجهود التي قدمها اللاعبون في بعض فترات اللقاء، إلا أن الأخطاء الدفاعية وعدم استغلال الفرص كانت السبب الرئيسي في الهزيمة الثقيلة.

اللقاء شهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، كان له دور بارز في تحفيز لاعبي الأهلي، خاصة في لحظات الضغط بعد هدف التعادل، حيث بدت الروح القتالية واضحة على عناصر الفريق، الذين أظهروا رغبة حقيقية في إسعاد جماهيرهم وتقديم عرض يليق باسم وتاريخ النادي.

وبينما يقترب الموسم من مراحله الختامية، يترقب عشاق الأهلي الجولات القادمة بأمل كبير في رؤية فريقهم يحقق مركزاً متقدماً وربما بطاقة قارية، خصوصاً في ظل الانسجام الكبير بين النجوم الجدد والمخضرمين، ما يمنح الفريق قوة إضافية في الأوقات الحاسمة.

أما الخلود، فسيكون عليه تصحيح المسار سريعاً قبل فوات الأوان، إذا ما أراد تأمين بقائه في دوري الكبار، وهو ما يتطلب استعادة التركيز وتفادي الأخطاء الدفاعية القاتلة التي كلفته كثيراً هذا الموسم.

اقرأ ايضاً