السعودية تشارك في منتدى الأمم المتحدة 2025 المعني بالتنمية المستدامة

تشارك المملكة العربية السعودية بوفد رفيع المستوى في المنتدى السياسي 2025 الذي تنظمه الأمم المتحدة في مدينة نيويورك خلال الفترة من الرابع عشر إلى الثالث والعشرين من شهر يوليو الجاري، ويعد المنتدى منصة دولية محورية لتقييم التقدم العالمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي يشملها جدول أعمال 2030، ويُشارك فيه ممثلون من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
ويرأس وفد المملكة معالي وزير الاقتصاد والتخطيط الأستاذ فيصل بن فاضل الإبراهيم، ويضم الوفد تسع جهات حكومية تشمل وزارة الاقتصاد والتخطيط ووزارة الخارجية ووزارة الصحة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة البيئة والمياه والزراعة والصندوق السعودي للتنمية وهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة والمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وبرنامج جودة الحياة، في تجسيد لتكامل الجهود الوطنية.
ويقدّم أعضاء الوفد السعودي مداخلات رسمية باسم المملكة في مختلف جلسات المنتدى لمناقشة التحديات والفرص المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة كما يُلقي معالي الوزير كلمة المملكة في الجزء الوزاري من المنتدى حيث يستعرض أبرز المبادرات والمشاريع التي تنفذها المملكة لتسريع تحقيق تلك الأهداف من خلال رؤية السعودية 2030.
ويُعقد على هامش المنتدى عدد من اللقاءات الثنائية بين معالي الوزير ونظرائه من الدول الأعضاء وممثلي المنظمات الدولية المعنية بالتنمية المستدامة لبحث فرص التعاون المشترك وتبادل الخبرات حول آليات التنفيذ الفعالة وبناء الشراكات التي تُعزز العمل الدولي لتحقيق التنمية الشاملة.
وتُقيم المملكة ضمن برنامج مشاركتها سلسلة من الفعاليات الجانبية التي تهدف إلى إبراز تجاربها وممارساتها الناجحة من بينها جلسة حوارية بعنوان "حل تعقيدات الاستدامة من خلال تعاون شامل ومتكامل عبر القطاعات المختلفة" تستعرض آليات التنسيق بين الجهات لتحقيق الأثر المستدام في مختلف السياسات الوطنية.
كما تنظم جلسة أخرى تحت عنوان "العمل محليًا لتحقيق الأثر عالميًا" تركّز على أهمية توطين أهداف التنمية المستدامة في السياق العربي بالاعتماد على منهجيات علمية وأدلة عملية تعزز فعالية البرامج التنموية وتحقق مواءمة بين الأولويات الوطنية والأهداف الأممية.
وتشهد الفعاليات كذلك جلسة حوارية مشتركة مع مملكة تايلاند بعنوان "الاستفادة من التقنية والبيانات لتعزيز وتيرة تنفيذ ومتابعة أهداف التنمية المستدامة" تُبرز فيها المملكة تجاربها في التحول الرقمي واستخدام البيانات الضخمة لدعم اتخاذ القرار ورصد التقدم في مؤشرات التنمية.
ويُقام بالتزامن معرض خاص ينظمه الصندوق السعودي للتنمية بعنوان "تمكين التنمية العالمية عبر الشراكات وتحقيق الأثر" يعرض من خلاله قصص نجاح لبرامج التمويل التنموي التي أسهمت بها المملكة في عدد من الدول النامية ضمن توجهها لتعزيز التنمية العالمية.
وتُؤكد هذه المشاركة التزام المملكة الراسخ بدمج أهداف التنمية المستدامة في سياساتها العامة ومشاريعها الاستراتيجية وفق رؤية 2030 التي تتقاطع في محاورها مع الغايات العالمية المتعلقة بالصحة والتعليم والبيئة والشراكات والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.
وقد كانت المملكة من أوائل الدول التي قدّمت تقارير المراجعة الوطنية الطوعية في المنتدى السياسي للأمم المتحدة، حيث شاركت بتقاريرها في عامي 2018 و2023 بالإضافة إلى تقديم مراجعة محلية طوعية في العام الماضي استعرضت فيها النجاحات المحققة على المستوى المحلي.
ويُعقد المنتدى السياسي رفيع المستوى هذا العام تحت شعار "تعزيز الحلول المستدامة والشاملة والمبنية على الأدلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 دون ترك أحد خلف الركب" وهو ما يعكس التوجه العالمي نحو حلول متكاملة وتعاونية قائمة على المعرفة والابتكار.
ويركز المنتدى في دورة هذا العام على مراجعة أهداف محددة ضمن خطة 2030 هي الهدف الثالث المعني بالصحة الجيدة والرفاه، والهدف الخامس المتعلق بالمساواة بين الجنسين، والهدف الثامن حول العمل اللائق ونمو الاقتصاد، والهدف الرابع عشر المتصل بالحياة تحت الماء، والهدف السابع عشر الخاص بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وتجدر الإشارة إلى أن المنتدى يُنظم سنويًا منذ عام 2012 تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، ويُعد أحد أهم المنصات الدولية لمراجعة السياسات والبرامج التي تُسهم في تحقيق التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والعالمي.
وتؤكد مشاركة المملكة هذا العام استمرار حضورها الفاعل على الساحة الدولية في ملف التنمية المستدامة، وتمسكها بدورها القيادي في دعم تحقيق الأهداف الأممية عبر برامجها الإصلاحية ومبادراتها التنموية التي تتسق مع التوجهات العالمية وتخدم مصالح المجتمعات محليًا ودوليًا.