ضبط مواطن أشعل النار في محمية طويق.. وعقوبة صارمة بانتظاره

الأمن البيئي
كتب بواسطة: فهد الأعور | نشر في 

ضبطت القوات الخاصة للأمن البيئي أحد المواطنين بعد ارتكابه مخالفة بيئية تمثلت في إشعال النار داخل أراضي الغطاء النباتي في محمية طويق الطبيعية، في تجاوز صريح لأنظمة حماية البيئة والحياة الفطرية في المملكة.

وأوضحت القوات في بيانها أن فرقها باشرت الواقعة فور تلقي البلاغ، وتمكنت من تحديد موقع المخالفة بدقة، وضبط المتسبب، مؤكدة أنها اتخذت بحقه الإجراءات النظامية وفق اللوائح المعتمدة.

ويُعد إشعال النار في أماكن الغطاء النباتي من السلوكيات المحظورة، نظرًا لما يسببه من أضرار جسيمة على البيئة، ويعرض المنظومة النباتية والحيوانية لخطر مباشر، خاصة داخل المحميات الطبيعية التي تتمتع بحماية خاصة.

وأشارت القوات إلى أن النظام البيئي في محمية طويق يشهد تنوعًا بيولوجيًا فريدًا، ويضم عددًا من الكائنات النباتية والحيوانية المهددة، ما يستدعي الحذر الشديد والتقيد التام بالإرشادات والتعليمات داخل نطاقها.

وأكدت أن إشعال النار في مثل هذه المناطق قد يتسبب في نشوب حرائق يصعب السيطرة عليها، لا سيما في ظل الظروف المناخية الجافة، وهو ما يعرض البيئة والممتلكات وحتى الأرواح للخطر، فضلًا عن خسائر طويلة الأمد في التوازن البيئي.

وأضافت أن العقوبات المنصوص عليها في نظام البيئة لا تُطبق فقط على إشعال النار، بل تشمل كل أشكال التعدي على الغطاء النباتي والحياة الفطرية، وتشمل الغرامات والإجراءات القانونية التي قد تصل إلى الإحالة للنيابة العامة في الحالات الجسيمة.

وبحسب القوات، فإن العقوبة الخاصة بإشعال النار أو استخدامها داخل أراضي الغطاء النباتي تصل إلى غرامة مالية مقدارها 3,000 ريال، وفقًا لما نصت عليه اللوائح التنظيمية المعتمدة من وزارة البيئة والمياه والزراعة.

ودعت القوات المواطنين والمقيمين إلى التعاون مع الجهات المختصة في الحفاظ على البيئة، وتجنب ارتكاب أي مخالفات تعرضهم للمساءلة، مشددة على أن حماية البيئة مسؤولية مشتركة تتطلب الوعي والالتزام من الجميع.

كما حثت الجمهور على الإبلاغ الفوري عن أي ممارسات تمثل تعديًا على البيئة أو الحياة الفطرية، سواء كان ذلك عبر إشعال النار أو الرعي الجائر أو الصيد غير النظامي، أو غيرها من المخالفات المؤثرة على الموارد الطبيعية.

وأكدت القوات أن جميع البلاغات تُعامل بسرية تامة، ولا يتحمل المبلّغ أي مسؤولية قانونية، في خطوة تهدف إلى تعزيز دور المجتمع في الرقابة البيئية، وتحقيق الاستجابة السريعة للانتهاكات البيئية بمختلف صورها.

وشددت على أن الانضباط البيئي في المحميات الطبيعية يمثل أولوية قصوى في عمل القوات، خاصة وأن تلك المواقع أُنشئت بهدف حماية التنوع البيولوجي، وتمثل إرثًا وطنيًا وطبيعيًا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

يُذكر أن محمية طويق الطبيعية تُعد من أبرز المحميات التي تتمتع بجغرافيا فريدة وتضاريس متنوعة، كما تعد مقصدًا لعشاق الطبيعة والمهتمين بالحياة البرية، ما يتطلب تفعيل وعي الزائرين والحد من السلوكيات التي قد تضر بتوازنها.

ويأتي هذا التحرك الأمني في إطار جهود القوات الخاصة للأمن البيئي لمكافحة التعديات على الغطاء النباتي والتنوع الحيوي في المملكة، ضمن خطة وطنية متكاملة تهدف إلى رفع مستوى الالتزام بالأنظمة البيئية، وتقليص المخالفات في مختلف المناطق.

وتؤكد هذه الواقعة على أهمية الدور الرقابي والردعي الذي تمارسه الجهات المعنية، وترسّخ رسالة واضحة مفادها أن أي تجاوزات على البيئة لن تمر دون محاسبة، في ظل التشريعات الصارمة والرؤية الوطنية التي تضع البيئة ضمن أولوياتها.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية