الأرصاد تحذر.. موجة حارة تضرب الشرقية وأتربة تغطي ثماني مناطق بالسعودية

 موجة حارة تضرب الشرقية
كتب بواسطة: فادية حكيم | نشر في 

تشهد المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية هذه الأيام موجة حرٍّ مرتفعة تُصنف بأنها من بين الأعلى منذ بداية الصيف، إذ تتراوح درجات الحرارة ما بين الحار والشديد الحرارة، مع تسجيل أرقام تصل إلى ما فوق 47 درجة مئوية في بعض الأوقات، وسط تحذيرات من التعرّض المباشر لأشعة الشمس.

وتزامنًا مع هذه الأجواء اللاهبة، تتعرض ثماني مناطق في المملكة لرياح نشطة محمّلة بالأتربة والغبار، ما يؤدي إلى انخفاض في مدى الرؤية الأفقية، وتأثير مباشر على حركة السير، والحالة الصحية للمرضى، خاصة من يعانون من الحساسية أو أمراض الجهاز التنفسي.

وبحسب المركز الوطني للأرصاد، فإن الطقس في الشرقية يتّجه نحو ذروة الحرارة خلال الأيام المقبلة، مع مؤشرات أولية لاحتمال تجاوز حاجز 48 درجة مئوية في بعض المناطق الداخلية، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة خلال ساعات النهار.

وأكدت الهيئة أن الرياح المثيرة للأتربة لن تقتصر على منطقة بعينها، بل ستطال مناطق عدة تشمل الرياض، القصيم، حائل، نجران، المدينة المنورة، الحدود الشمالية، أجزاء من مكة المكرمة، وأجزاء من الجنوب الغربي للمملكة.

وتترافق هذه الموجة مع حالة من الجفاف الشديد وغياب الغطاء السحابي، ما يجعل الأجواء أكثر قسوة، خصوصًا في المناطق المكشوفة، ويُوصى خلال هذه الفترة بتقليل الأنشطة الخارجية غير الضرورية، وتجنب التعرض الطويل للشمس.

الجهات المعنية، وعلى رأسها الدفاع المدني، أهابت بالمواطنين والمقيمين ضرورة الالتزام بتعليمات السلامة، سواء داخل المنازل أو أثناء التنقل، مشيرة إلى أهمية متابعة التحديثات اليومية للطقس عبر المصادر الرسمية وعدم الانجرار وراء الشائعات.

وحذّرت الأرصاد من احتمالية تشكل عواصف ترابية على بعض المحاور الرئيسية، خاصة في الطرق التي تربط بين المناطق المتأثرة، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات مرورية وتأخير في حركة النقل والشحن البري.

كما نصحت وزارة الصحة باتباع الإجراءات الوقائية، مثل شرب كميات كافية من الماء، وارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتجنّب ممارسة الرياضة في أوقات الذروة، مشيرة إلى أن موجات الحر الشديدة قد تؤدي إلى ضربات شمس أو حالات إجهاد حراري إذا لم يُحسن التعامل معها.

ومن جانبها، أطلقت وزارة التعليم تنبيهات إلى المدارس والمراكز الصيفية بضرورة توفير بيئة مناسبة للطلاب، سواء عبر تقليص الأنشطة الخارجية أو تقديم الإرشادات اليومية، بما يضمن سلامة الفئات العمرية الصغيرة خلال فترات ارتفاع الحرارة.

أما في المناطق المتأثرة بالغبار، فقد أُصدرت تحذيرات متكررة للسائقين بضرورة توخي الحذر أثناء القيادة، واستخدام الأضواء المناسبة، وعدم التوقف المفاجئ في الطرق المفتوحة، مع التأكد من صلاحية أنظمة التهوية داخل المركبات.

وشهدت بعض المراكز الصحية والمستشفيات زيادات طفيفة في أعداد مراجعي قسم الطوارئ، خاصة من كبار السن والأطفال، ممن تأثروا بأعراض تنفسية ناتجة عن الغبار، فيما جرى تقديم الإسعافات الأولية لهم وتوجيه النصائح الوقائية المناسبة.

ورغم صعوبة الأجواء، فإن المواطنين تعاملوا معها بوعيٍ ملحوظ، حيث التزم الكثيرون بالبقاء في الأماكن المغلقة، وتأجيل المشاوير غير الضرورية إلى فترات الليل، كما زاد الاعتماد على خدمات التوصيل لتقليل الحاجة إلى الخروج في أوقات الذروة.

التوقعات الأولية تُشير إلى استمرار موجة الحر حتى نهاية الأسبوع، مع احتمال تراجعها بشكل طفيف مطلع الأسبوع المقبل، غير أن الغبار سيظل حاضراً، وإن كان بوتيرة أقل على بعض المناطق الداخلية والغربية.

وفي المجمل، تبدو الحالة الجوية في السعودية نموذجًا صيفيًا متطرفًا يستدعي التفاعل الجماعي، إذ أن سلامة الفرد والمجتمع تعتمد على الانضباط في التعاطي مع الإرشادات الرسمية، وتبني نمط حياة يتلاءم مع الظروف المناخية المتغيرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية