الاتحاد السعودي لكرة القدم يدشن "كنز التحكيم".. منصة تعليمية غير مسبوقة للحكام والجمهور

كتب بواسطة: احمد عادل | نشر في

أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم منصة الحكام التعليمية كأحد أبرز الإنجازات الرقمية في تطوير قطاع التحكيم، حيث تُعد هذه المنصة مرجعًا رقميًا فريدًا يسهم في رفع مستوى الوعي والثقافة التحكيمية داخل المملكة وخارجها.

وتأتي هذه المبادرة في إطار سعي الاتحاد لتحديث البنية التحتية التعليمية للحكام، ودعمهم بأدوات تقنية تسهّل عملية التعلم والتدريب المستمر.

المنصة الجديدة توفر أكثر من 1000 فيديو تعليمي حالات تحكيمية متنوعة من مباريات فعلية، وتم تصنيفها بطريقة دقيقة تتيح سهولة الوصول إليها، مما يجعلها مكتبة مرجعية شاملة لأي حكم يبحث عن التطوير والتحليل المعمق.

تعاونت إدارة الحكام في الاتحاد مع إدارة تقنية المعلومات تصميم هذه المنصة ضمن منظومة MySAFF، التي تسعى إلى توظيف التكنولوجيا لخدمة قطاعات الاتحاد المختلفة، وهي نقلة نوعية على مستوى المنصات الإلكترونية الموجهة لخدمة الرياضة السعودية.

تُمكن المنصة الحكام من التعرف على التفسيرات الدقيقة للحالات المختلفة، من خلال مقاطع مصنفة إلى ستة محاور رئيسية: التنافس، منطقة الجزاء، الأخطاء التكتيكية، لمسات اليد، إدارة المباريات، والحكام المساعدين، ما يمنح المستخدم مرونة في التدريب واستيعاب الحالات المعقدة.

الميزة الأهم تكمن في أن المنصة لا تُخدم الحكام وحدهم، بل هي مفتوحة لجميع المهتمين بالشأن الرياضي، مما يتيح لعشاق كرة القدم، المحللين، وحتى الإعلاميين، الاستفادة من محتواها في تعزيز الفهم العام للقوانين التحكيمية وكيفية تفسيرها داخل أرض الملعب.

وتمكّن المنصة المستخدم من إعادة مشاهدة الحالات، والاطلاع على التحليلات الفنية المعتمدة، مما يُسهم في توحيد وجهات النظر الفنية بين الحكام والمتابعين، ويقلل من الجدل حول بعض القرارات التي تُتخذ خلال المباريات.

ويُعد هذا الإنجاز انعكاسًا لرؤية الاتحاد السعودي في الاستثمار في الكفاءات المحلية، وتعزيز مكانة الحكم السعودي على المستوى العالمي، حيث تواكب المنصة المعايير الدولية في تحليل الحالات وتقديم التوصيات.

تحديث المحتوى بشكل مستمر يمثل ركيزة مهمة في نجاح هذه المنصة، إذ يُشرف عليها فريق من المحاضرين المعتمدين ممن يمتلكون خبرات واسعة في قوانين اللعبة وتفسيرها بما يتماشى مع لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA).

الخطوة تعزز من احترافية بيئة العمل التحكيمي في المملكة، وتوفر منصة تعليمية تسمح بالتطوير الذاتي دون الحاجة لحضور ورش عمل أو دورات تقليدية، وهو ما ينسجم مع توجه المملكة نحو التحول الرقمي في كل القطاعات.

وتسهم المنصة في خلق بيئة عادلة للمنافسات الرياضية، عبر تأهيل الحكام بشكل أدق ورفع جاهزيتهم الميدانية، وبالتالي تقليل الأخطاء التي قد تؤثر على نتائج المباريات ومستوى الثقة في المنظومة الكروية.

كما تعكس المنصة تطور الفكر الإداري في الاتحاد السعودي لكرة القدم، من خلال تحويل المعرفة التحكيمية إلى منتج رقمي سهل الاستخدام وواسع الانتشار، يرفع من جودة النقاشات الفنية ويُعزز الشفافية في الأداء التحكيمي.

الإقبال المتوقع على المنصة يُبرهن على الحاجة إلى هذه النوعية من الموارد الرقمية المتخصصة، خصوصًا في ظل النقلة النوعية التي تعيشها كرة القدم السعودية وتوسعها على الساحة الإقليمية والدولية.

هذا المشروع يضع الاتحاد السعودي في صدارة الاتحادات المحلية من حيث تبنّي الحلول الرقمية المتقدمة، ويؤسس مرجعية معرفية معترف بها يمكن الاستفادة منها أكاديميًا وتدريبيًا في الأندية والمراكز الرياضية.

اقرأ ايضاً