بين التطمينات الرسمية والوعي الشعبي..كيف نواجه خطر الإشعاع النووي الصامت؟

 الحرب النووية
كتب بواسطة: زهور النجار | نشر في 

وسط تصاعد حدة التوترات بين إيران وإسرائيل، يُحبس العالم أنفاسه مترقبًا ما قد تسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات، خاصة بعد توالي الضربات التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني.

هذه الضربات لا تُعد مجرد مواجهة عسكرية، بل تحمل في طياتها تهديدًا وجوديًا يتجاوز حدود الدول، ليمتد إلى أمن المنطقة وسلامة بيئتها وسكانها.

استهداف المفاعلات النووية لا يشبه أي هدف عسكري آخر، فالمخاطر المرتبطة به تتعدى الدمار اللحظي إلى احتمالات كارثية، أبرزها التسرب الإشعاعي الذي قد يلوّث الهواء والتربة والمياه، ويجعل مناطق بأكملها غير صالحة للحياة.

القلق لا يقتصر على إيران فحسب، بل يتسع نطاقه ليشمل دول الجوار، إذ إن انتقال الإشعاع لا يعترف بالحدود، ويمكن أن يتسرب بفعل الرياح والتيارات المائية إلى أماكن بعيدة عن مركز الانفجار أو الاستهداف.

ومع ازدياد هذا القلق في الأوساط الشعبية والإعلامية، سارعت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية إلى طمأنة المواطنين والمقيمين بشأن سلامة البيئة داخل المملكة من أي آثار إشعاعية ناتجة عن النزاع الدائر.

الهيئة أكدت في منشورات متعددة عبر منصاتها الرسمية أنها تتابع التطورات عن كثب، وأن أنظمة المراقبة الخاصة بها لم ترصد حتى الآن أي مؤشرات على تسرب إشعاعي داخل أو قرب الحدود السعودية.

كما أوضحت أن المملكة تمتلك تقنيات متقدمة في الرصد والإنذار المبكر، وتعمل بتنسيق دائم مع الجهات المعنية محليًا ودوليًا لضمان الحماية القصوى للبيئة والسكان في حال حدوث أي طارئ.

في الوقت نفسه، يبرز سؤال جوهري في أذهان الناس: كيف يمكن للفرد العادي حماية نفسه وأسرته في حال حدوث تلوث إشعاعي فعلي، لا قدّر الله؟ وهو ما يستدعي وعيًا استباقيًا بالمخاطر وكيفية التعامل معها.

الخبراء يؤكدون أن أولى خطوات الحماية تبدأ بالاحتماء داخل المنازل، واتباع تعليمات الجهات الرسمية، والابتعاد عن مصادر الهواء الخارجي، وإغلاق النوافذ بإحكام، واستخدام أقنعة واقية إذا لزم الأمر.

كما يُنصح بتخزين مياه نظيفة وطعام معلب، وتقليل استخدام مياه الصنابير حال وجود تحذيرات من التلوث، مع الالتزام بأي توجيهات تصدر من الهيئات المتخصصة فورًا.

ويشير متخصصون إلى أهمية معرفة أماكن الملاجئ القريبة، أو المناطق الآمنة التي تحددها الدولة، فضلًا عن تجهيز حقائب طوارئ تحوي مستلزمات أساسية، تحسبًا لأي عمليات إجلاء محتملة.

وفي ظل تسارع الأحداث، تظل الوقاية ورفع الوعي هما خط الدفاع الأول في مواجهة الأخطار غير التقليدية، كالإشعاع النووي، إذ إن الأخطاء البسيطة في التعامل مع هذه الحالات قد تكلّف أرواحًا.

رغم التطمينات الرسمية، يبقى الحذر مطلوبًا، وتبقى المعلومات الدقيقة من الجهات الموثوقة هي الأساس الذي يجب أن يُبنى عليه أي تصرّف، بعيدًا عن التهويل أو التهاون.

ومع أن الكارثة لم تقع، فإن مجرد احتمالها يضع الجميع أمام مسؤولية فردية وجماعية في التحضير والوعي، لعل المعرفة تكون السلاح الأقوى في وجه الخطر الصامت الذي لا يُرى ولا يُشم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية