تحركات تركية تضع فابينيو على أعتاب الخروج من الاتحاد .. صفقة مفاجئة تهدد استقرار الفريق

كتب بواسطة: سلوى سعيد | نشر في

في خطوة قد تقلب الموازين داخل نادي الاتحاد قبل انطلاق الموسم الجديد، كشفت تقارير صحفية تركية عن نية نادي بشكتاش تقديم عرض رسمي للتعاقد مع البرازيلي فابينيو، لاعب وسط الفريق الأول لكرة القدم، وسط مؤشرات على أن العرض يحمل طابع الجدية وهدفه ضم اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.

ويُعد فابينيو من الركائز الأساسية في التشكيلة الاتحادية، حيث أثبت جدارته في خط الوسط منذ قدومه إلى النادي، وساهم بدور مؤثر في تتويج الفريق بلقب دوري روشن السعودي، وكأس خادم الحرمين الشريفين، خلال الموسم الماضي، تحت قيادة المدرب الفرنسي لوران بلان.

وأوضحت التقارير الصادرة عن شبكة "Sportx" التركية، أن نادي بشكتاش رصد مبلغًا ماليًا يصل إلى 10 ملايين يورو من أجل التعاقد مع اللاعب البرازيلي، في صفقة تُعد مغرية من الناحية الاقتصادية، لكنها تثير جدلًا حول إمكانية تعويض اللاعب داخل صفوف العميد.

ويأتي الاهتمام التركي بفابينيو في سياق تحركات بشكتاش لتعزيز صفوفه بعناصر ذات خبرة عالية في مركز خط الوسط، حيث يرى مسؤولو النادي أن اللاعب البرازيلي يمتلك المواصفات المطلوبة من حيث القوة التكتيكية واللياقة البدنية والخبرة الدولية.

ولكن العرض التركي، ورغم قيمته، يقل عن القيمة السوقية الحالية للاعب وفقًا لموقع "ترانسفير ماركت"، الذي يقدّر قيمة فابينيو بـ15 مليون يورو، ما قد يدفع الاتحاد إلى التريث قبل اتخاذ أي قرار، خاصة في ظل الحاجة الفنية الماسة لخدمات اللاعب.

ويُذكر أن عقد فابينيو مع الاتحاد يمتد حتى 30 يونيو 2026، ما يعني أن النادي لا يزال يمتلك زمام الأمور بشأن مستقبل اللاعب، إلا أن اقتراب العقد من مراحله المتقدمة يفتح الباب أمام تفاوض محتمل، سواء للبيع أو التجديد بشروط مختلفة.

ولم تصدر إدارة الاتحاد أي بيان رسمي بشأن العرض حتى الآن، ما يفتح المجال أمام التحليلات والتكهنات حول ما إذا كانت الإدارة مستعدة للتخلي عن أحد أعمدتها الفنية مقابل العرض المالي المقدم، أو أنها ستتمسك باللاعب حتى نهاية عقده.

وتتابع الجماهير الاتحادية هذه التطورات بقلق، خاصة وأن فابينيو يعتبر أحد أكثر اللاعبين ثباتًا في الأداء، ويمتلك تأثيرًا فنيًا واضحًا على نسق اللعب الجماعي، ويصعب تعويضه بسهولة في حال رحيله في هذا التوقيت الحرج.

وأكدت مصادر قريبة من اللاعب أنه لا يغلق الباب أمام العودة إلى القارة الأوروبية، لكنه في الوقت ذاته لم يتخذ أي موقف نهائي، ويفضل ترك الملف بيد وكيل أعماله الذي يتولى دراسة العروض المقدمة والنقاش مع إدارة الاتحاد بشأن الخطوات القادمة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الأندية الأوروبية لاستقطاب نجوم الدوري السعودي بعد تألقهم اللافت، يجد الاتحاد نفسه في موقع الدفاع عن لاعبيه وسط موجة من العروض التي تهدف لانتزاع أبرز أسمائه، وهو ما يضع الإدارة أمام تحدٍ استراتيجي.

وتشهد الساحة الكروية السعودية تحولات متسارعة بعد الانطلاقة القوية للموسم الماضي، حيث أصبح اللاعبون المحترفون في دائرة الاهتمام العالمي، ما يرفع من مستوى التنافس بين الأندية على الإبقاء على نجومها أو التفريط بهم لصالح توازن الميزانيات.

ويرى بعض المحللين أن العرض المقدم من بشكتاش يعكس حالة من الانفتاح الأوروبي على السوق السعودية، إذ بات اللاعبون الذين انتقلوا مؤخرًا للدوري السعودي هدفًا للأندية التي تسعى لضم عناصر جاهزة وقادرة على التأقلم سريعًا مع الضغوط.

أما على الجانب الاتحادي، فإن بقاء فابينيو يمثل ضرورة فنية، خصوصًا في ظل رغبة الفريق في المنافسة على الألقاب القارية في الموسم الجديد، ما يجعل مسألة بيعه مرهونة بمدى قدرة النادي على إيجاد بديل بالمستوى ذاته.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت هناك عروض أخرى مقدمة للاعب من أندية مختلفة، لكن المؤكد أن اسم فابينيو عاد إلى الواجهة بقوة بعد الأداء المميز الذي قدمه مؤخرًا، وهو ما جعل الحديث عن مستقبله موضوعًا ساخنًا على طاولة الإعلام الرياضي.

وتؤكد مصادر مطلعة أن نادي الاتحاد لن يتسرع في حسم ملف اللاعب، بل سيأخذ الوقت الكافي لدراسة العرض من جميع جوانبه، خاصة وأن الموسم الجديد يتطلب استقرارًا فنيًا ووضوحًا في هوية التشكيلة الأساسية منذ المراحل الأولى.

وتنتظر الجماهير الاتحادية صدور موقف رسمي من الإدارة خلال الأيام المقبلة، إما بإعلان بقاء اللاعب وتجديد عقده، أو الدخول في مفاوضات مع النادي التركي بهدف الوصول إلى اتفاق مالي يرضي جميع الأطراف.

ويعكس الاهتمام الأوروبي بفابينيو قيمة اللاعب الفنية ومكانته بين نجوم الدوري، لكنه في ذات الوقت يسلط الضوء على الحاجة إلى سياسات احترافية من قبل الأندية السعودية للحفاظ على مكتسباتها، خصوصًا وأن التوازن بين الطموح الرياضي والضغوط المالية بات ضروريًا.

ومع ترقب السوق الصيفية، تبقى قصة فابينيو مفتوحة على كل الاحتمالات، بين رغبة أوروبية صريحة، وتمسك محتمل من العميد، ما يجعل الأسبوعين القادمين حاسمين في تقرير مصير أحد أبرز الأسماء التي تألقت في الملاعب السعودية مؤخرًا.

اقرأ ايضاً