فرصة جديدة أمام المقيمين .. جامعة نجران تفتح باب المنح الداخلية لغير السعوديين

جامعة نجران تفتح باب المنح الداخلية لغير السعوديين.
كتب بواسطة: سماء سالم | نشر في 

في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو دعم التعليم وتوسيع فرصه لجميع المقيمين على أراضيها، أعلنت جامعة نجران عن فتح باب التقديم على برنامج المنح الدراسية الداخلية للعام الدراسي 1447هـ، والمخصص للطلاب غير السعوديين المقيمين داخل المملكة، وذلك ضمن مبادرة تعليمية أوسع تهدف إلى تعزيز التبادل المعرفي والثقافي داخل المجتمع الجامعي السعودي.

وأوضحت الجامعة في بيان رسمي أنها بدأت استقبال الطلبات فعليًا، ودعت الراغبين في التقديم إلى التسجيل عبر منصة "ادرس في السعودية"، وهي المنصة الرسمية المعتمدة لاستقبال طلبات المنح الدراسية في مؤسسات التعليم العالي بالمملكة، ويستمر باب التقديم مفتوحًا حتى تاريخ 31 يوليو 2025، ما يتيح للطلاب متسعًا من الوقت لإعداد ملفاتهم واستيفاء الشروط المطلوبة.

ويعد برنامج المنح الدراسية الداخلية من المبادرات التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030، والتي تولي اهتمامًا بالغًا بقطاع التعليم، سواء للمواطنين أو المقيمين، في إطار تطوير رأس المال البشري وخلق بيئة تعليمية متنوعة وشاملة، وتهدف هذه المنح إلى استقطاب الكفاءات الأكاديمية من المقيمين، ومنحهم الفرصة للحصول على تعليم جامعي مميز ضمن الجامعات السعودية المعتمدة.

وتعد جامعة نجران، التي تأسست عام 2006، من الجامعات الناشئة في المملكة، لكنها شهدت خلال السنوات الماضية تطورًا لافتًا على مستوى البرامج الأكاديمية والبنية التحتية والخدمات الطلابية، مما جعلها وجهة تعليمية مفضلة للعديد من الطلاب داخل المملكة وخارجها، ويعكس قرار فتح باب المنح لغير السعوديين مدى الانفتاح الذي تنتهجه الجامعة ضمن استراتيجيتها الأكاديمية.

وبحسب المتعارف عليه في برامج المنح الداخلية، فإن القبول يُمنح للطلاب غير السعوديين من المقيمين بشكل نظامي في المملكة، بشرط توفر مجموعة من الشروط الأكاديمية والتنظيمية، مثل التميز الدراسي، وانتظام الإقامة، وامتلاك وثائق رسمية سارية، إضافة إلى استيفاء معايير المفاضلة المعتمدة لدى الجامعة والوزارة.

وبينما لم تُفصح الجامعة بعد عن التخصصات المتاحة للمنح في هذا العام، إلا أن برامجها تشمل عددًا متنوعًا من الكليات والتخصصات، مثل الطب، والهندسة، والحاسب الآلي، والعلوم الإدارية، والتربية، والآداب، وغيرها من المجالات العلمية والإنسانية، مما يمنح المتقدمين خيارات متعددة وفق مؤهلاتهم واهتماماتهم.

ويُمكن للمنح الدراسية أن تغطي الرسوم الدراسية بشكل كامل أو جزئي، وقد تشمل أيضًا مزايا أخرى مثل الدعم المادي المحدود، أو تسهيلات في السكن الجامعي والخدمات، وتعد هذه المزايا عاملاً محفزًا للعديد من المقيمين الراغبين في إكمال دراستهم الجامعية داخل المملكة، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف التعليم الخاص.

وتُعبر هذه الخطوة عن بعد إنساني يعكس التزام المملكة بتعزيز العدالة التعليمية، من خلال منح الفرص الأكاديمية للمقيمين الذين ساهموا في خدمة وتنمية المجتمع السعودي، ويمثلون شريحة مهمة في البنية الاجتماعية للمملكة.

كما يأتي القرار في سياق الجهود المستمرة لوزارة التعليم لدعم مبادرات الابتعاث الداخلي والخارجي، والتي تُعد من أهم أدوات تطوير المنظومة التعليمية في السعودية، ورافدًا رئيسيًا لتنمية المهارات الوطنية وتبادل الخبرات مع مجتمعات متنوعة داخل الحرم الجامعي.

وتُعد منصة "ادرس في السعودية" التي تم اعتمادها للتقديم على المنحة، واجهة رقمية موحدة تتيح للطلاب غير السعوديين التسجيل في مؤسسات التعليم العالي السعودية، من خلال خطوات إلكترونية مبسطة، تضمن الشفافية وسهولة الوصول إلى المعلومات والإجراءات.

ويأمل كثير من المقيمين أن تسهم هذه الفرصة في فتح آفاق جديدة لأبنائهم، خاصة في ظل التوسع المستمر في برامج التعليم الجامعي، ورفع جودة المحتوى الأكاديمي، وتوفير بيئة تعليمية تنافسية تحاكي النظم العالمية.

وقد لاقى إعلان الجامعة صدى واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من أولياء الأمور والمقيمين عن تقديرهم لهذه الخطوة، متمنين أن تتوسع المنحة لتشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب المستحقين، لا سيما أولئك الذين أظهروا تميزًا أكاديميًا في مراحلهم الدراسية السابقة.

ومن المتوقع أن يشهد برنامج المنح إقبالًا كبيرًا، في ظل محدودية الخيارات التعليمية المجانية المتاحة أمام غير السعوديين، وهو ما يُعزز من أهمية المبادرة كمحطة أمل مهمة للعديد من العائلات المقيمة، ويعكس في الوقت نفسه التزام المؤسسات التعليمية السعودية بتعزيز المساواة وتكافؤ الفرص داخل أسوارها.

وتراهن جامعة نجران على هذه الخطوة لتعزيز التنوع الثقافي داخل حرمها الجامعي، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على جودة التجربة التعليمية، من خلال تبادل الخبرات، وتوسيع دوائر النقاش العلمي، وتحفيز البيئة الفكرية بين الطلاب من خلفيات متعددة.

وفي ظل هذا التوجه، من المنتظر أن تواصل الجامعات السعودية الأخرى خطوات مشابهة، مما يفتح الباب لتكامل وطني واسع في تمكين المقيمين علميًا، وتعزيز دورهم في بناء مستقبل مشترك على أرض المملكة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية