بعد 6 ساعات من الكفاح .. تفاصيل إخماد حريق برج مارينا بدبي

تفاصيل إخماد حريق برج مارينا بدبي.
كتب بواسطة: افتكار غالب | نشر في 

تواصل فرق الدفاع المدني في دبي تنفيذ عمليات التبريد في موقع الحريق الذي اندلع في "برج مارينا"، أحد أبرز ناطحات السحاب في منطقة المارينا، وذلك بعد أن تمكنت من السيطرة الكاملة على النيران التي اجتاحت البرج المكوّن من 67 طابقاً، وإخمادها في عملية دقيقة استمرت لأكثر من ست ساعات.

وشهد سكان وزوار منطقة المارينا في دبي صباح اليوم تصاعد أعمدة من الدخان من موقع الحريق، ما أثار القلق لدى البعض، إلا أن الجهات المعنية أوضحت أن ما يُشاهد حالياً هو نتيجة استمرار عمليات التبريد، وهي إجراء روتيني ومتبع في مثل هذه الحوادث لضمان عدم تجدد الاشتعال من أي جيوب حرارية متبقية داخل المبنى.

وأكدت فرق الدفاع المدني في بيان رسمي أن الحريق لم يسفر عن أي خسائر بشرية، بفضل الاستجابة السريعة التي بدأت فور تلقي البلاغ عن الحادث.

ونجحت الفرق في إخلاء المبنى بالكامل، والذي يضم أكثر من 3,800 شخص، خلال فترة وجيزة وبطريقة آمنة ومنظمة، واعتبر مراقبون أن هذا النجاح يعود إلى جاهزية منظومة الدفاع المدني، وكفاءة العاملين فيها، والتعاون الفعال بين الجهات المختصة.

وتمركزت فرق الإطفاء والإنقاذ والطوارئ من عدة مراكز تابعة لإدارة الدفاع المدني بدبي في موقع الحادث، حيث تم تقسيم المهام لتشمل عمليات إخلاء السكان، ومكافحة النيران، والتأكد من عزل مناطق الاشتعال للحيلولة دون امتدادها إلى الأبراج المجاورة، في منطقة تعتبر من أكثر مناطق دبي كثافة في الأبراج السكنية والتجارية.

ورغم السيطرة الكاملة على الحريق، فإن استمرار تصاعد الدخان أثار تساؤلات حول ما إذا كانت النيران قد عادت للاشتعال، لكن الدفاع المدني طمأن السكان بأن ما يجري في موقع الحادث هو عملية تبريد شاملة تهدف إلى خفض درجات الحرارة المتبقية داخل هيكل المبنى، والتأكد من عدم وجود أية مواد قابلة للاشتعال.

وتُعد عمليات التبريد من الإجراءات الأساسية بعد السيطرة على أي حريق كبير، خصوصاً في الأبنية شاهقة الارتفاع، حيث تتطلب درجة عالية من الحذر والتفتيش المتواصل لنقاط الحرارة المحتملة في الجدران، والأسقف، ومجاري التهوية، والتي قد تحتوي على مواد لا تزال مشتعلة تحت السطح.

وفي سياق متصل، أعلنت الجهات المختصة أنها تعمل بالتنسيق المباشر مع المطور العقاري المسؤول عن المبنى لتوفير سكن بديل مؤقت للسكان المتضررين، وذلك حفاظاً على سلامتهم واستقرارهم النفسي والاجتماعي، إلى حين الانتهاء من تقييم الأضرار التي لحقت بالشقق والمرافق الداخلية.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن فرق التحقيق بدأت فعلياً أعمال المعاينة لتحديد أسباب الحريق وحصر الأضرار المادية، تمهيداً لإعداد تقرير فني شامل، قد يتضمن توصيات إضافية لتعزيز إجراءات الوقاية والسلامة في الأبنية المشابهة.

ويشير خبراء في مجال إدارة الأزمات إلى أن تعامل فرق الدفاع المدني في دبي مع الحادث يعكس جاهزية عالية وقدرة متميزة على إدارة الكوارث في بيئات حضرية معقدة، فقد نجحت الفرق في احتواء الحريق خلال 6 ساعات، دون تسجيل إصابات أو حالات اختناق بين السكان، وهو ما يُعد إنجازًا في حوادث من هذا النوع.

ومن المعروف أن منطقة دبي مارينا تضم عدداً كبيراً من الأبراج السكنية والتجارية ذات الكثافة السكانية العالية، ما يجعل الاستجابة لأي طارئ في هذه المنطقة تحديًا لوجستيًا وميدانيًا، إلا أن هذه الحادثة أظهرت مدى فاعلية التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة في مواجهة الأزمات.

ويُعد "برج مارينا" من المعالم العمرانية البارزة في مدينة دبي، بارتفاعه الذي يتجاوز 250 متراً وعدد طوابقه البالغ 67 طابقاً، ما يجعله من أطول المباني السكنية في الإمارة، ويضم البرج وحدات سكنية فاخرة، ومساحات تجارية، إلى جانب مرافق خدمية مثل النوادي الصحية والمسابح.

وتتميز ناطحات السحاب في دبي باعتمادها على أنظمة أمان وسلامة متقدمة، إلا أن الحوادث الحرارية تظل احتمالاً قائماً نتيجة عدة عوامل، من بينها الأحمال الكهربائية الزائدة، أو الأعطال الفنية، أو حتى سلوك الأفراد داخل الوحدات السكنية.

ومع تكرار حوادث حرائق الأبراج في بعض مناطق الدولة، دعا عدد من الخبراء إلى ضرورة إعادة تقييم أنظمة السلامة والوقاية من الحرائق في المباني الشاهقة، والتأكيد على التزام المطورين والملاك بتحديث أنظمة الكشف والإطفاء التلقائي، وتنظيم ورش توعية دورية للسكان حول التصرف السليم أثناء الحرائق.

كما شددوا على أهمية إجراء تدريبات وهمية دورية في الأبنية الكبيرة لضمان معرفة جميع السكان بمخارج الطوارئ، ومواقع معدات الإطفاء، وخطوات الإخلاء الآمن، مما يسهم في تقليل الخسائر وتسريع عمليات الإنقاذ.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية