وداع مؤثر في مشعر منى: حجاج بيت الله الحرام يرمون الجمرات الثلاث ويؤدون طواف الوداع

في مشهد إيماني مهيب، اختتم حجاج بيت الله الحرام اليوم الاثنين، الثالث عشر من ذي الحجة، مناسكهم بأداء رمي الجمرات الثلاث، معلنين بذلك نهاية أيام التشريق، وبدء رحلة الوداع من مشعر منى نحو المسجد الحرام، حيث يؤدون طواف الوداع، آخر شعائر الحج.
وبذلك تسدل منى الستار على أعظم تجمع سنوي في العالم الإسلامي، وهي تودع ضيوف الرحمن بعد أن أدوا الركن الخامس من أركان الإسلام وسط أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطاعة.
وقد بدأ الحجاج صباح هذا اليوم برمي الجمرات الثلاث، ابتداءً من الجمرة الصغرى، مرورًا بالجمرة الوسطى، وختامًا بجمرة العقبة الكبرى، وسط تنظيم دقيق وتدابير أمنية وصحية محكمة، ضمنت سلاسة تحرك الحشود بين الجمرات دون تزاحم أو تأخير.
وقد حرصت الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية على تنظيم حركة الحشود وفق خطة دقيقة، تضمنت تقسيم الحجاج إلى مجموعات بمواعيد محددة لتفادي الازدحام، مع توفير المسارات المظللة والمجهزة بكافة سبل الراحة، من مراوح رذاذ الماء ونقاط إسعافية وتموينية متكاملة.
وعقب الانتهاء من رمي الجمرات، توجهت أفواج الحجاج إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، الذي يمثل ختامًا لشعائرهم، ووداعًا لبيت الله الحرام بعد أيام مليئة بالخشوع والرهبة والرجاء.
وسارت حركة الحجاج من مشعر منى إلى مكة بسلاسة، مدعومة بخطط مرورية دقيقة، ومسارات مخصصة للمشاة، وأخرى للنقل الترددي، الذي وفرته وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع الجهات الأمنية والخدمية، لضمان انسيابية تنقل الحجيج في أمان وطمأنينة.
وكانت لحظات الوداع من مشعر منى استثنائية، اختلطت فيها مشاعر الفرح بإتمام النسك، بالدموع التي سالت على الخدود امتنانًا لله، وحزنًا على مغادرة البقاع الطاهرة التي سكنتها قلوب الحجاج لأيام معدودة، لكنها حملت في طياتها ذكرى خالدة وعبرة مؤثرة.
ففي كل زاوية من مشعر منى، عاش الحجاج مشاعر لا تُنسى بين خيامهم، وفي الطرقات، وعند الجمرات، وفي اللحظات التي علت فيها أصوات التكبير والتهليل، وأعينهم مملوءة بالدموع، يلهجون بالدعاء ويطلبون القبول والغفران.
ولم تكن هذه الرحلة الإيمانية ممكنة بهذه السهولة لولا الجهود الجبارة التي بذلتها حكومة المملكة العربية السعودية، بكافة أجهزتها وقطاعاتها الأمنية والصحية واللوجستية، والتي تكاتفت لضمان أمن وسلامة وراحة الحجيج في كل خطوة من خطواتهم.
وقد نُفذت خطط دقيقة شملت التوعية، التفويج، الإسعاف، النظافة، التغذية، والمياه، إضافة إلى جهود الترجمة والإرشاد، بهدف توفير بيئة روحانية آمنة تساعد الحاج على أداء نسكه بكل يُسر وطمأنينة.
ومع ختام المناسك، يبدأ الحجاج في الاستعداد للعودة إلى أوطانهم، بعد أن أتموا فرض الله وأدوا مناسكهم كاملة، وسط أمل بأن يُكتب لهم القبول، وأن يكون حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا.
ويحمل الحجاج في قلوبهم مشاعر لا توصف، ملؤها الامتنان لله على هذا التوفيق العظيم، والامتنان للجهود التي بُذلت في سبيل راحتهم وخدمتهم، ويحدوهم الأمل أن يُعاد لهم هذا اللقاء المقدس مرة أخرى.
ويُعد رمي الجمرات من أبرز شعائر الحج، حيث يؤدي الحجاج هذا النسك تأسّيًا بنبي الله إبراهيم عليه السلام، في ذكرى طاعته لله حين رمى الشيطان في هذه المواقع.
وتأتي هذه الشعيرة في أيام التشريق الثلاثة بعد يوم النحر، حيث يقيم الحجاج في مشعر منى، ويقومون برمي الجمرات بشكل يومي، بترتيب يبدأ من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
ويُذكر أن مشعر منى يُعد أحد المشاعر المقدسة الواقعة بين مكة والمزدلفة، ويُعرف بـ "مدينة الخيام" نظرًا لما تضمه من آلاف الخيام المُكيّفة التي تستوعب الحجاج خلال إقامتهم في أيام التشريق.
ومع نهاية مناسك الحج وطواف الوداع، يشعر الحجاج بأنهم طهروا من ذنوبهم، وبدأوا صفحة جديدة في حياتهم، وكلهم يقين أن الله قد استجاب دعاءهم وكتب لهم القبول.
وفيما تودع منى ضيوف الرحمن، تبقى الذكريات التي عاشها الحجاج فيها شاهدة على أعظم رحلة إيمانية يخوضها المسلم في حياته، رحلة لا تشبه سواها، تتجدد فيها الروح، وتُغسل فيها الخطايا، ويُكتب فيها التاريخ الشخصي لكل حاج بلحظة صدق وخشوع بين يدي الله.
- لضمان الحصول على الدعم.. خطوات تقديم حساب المواطن للمستفيدين الجدد 1447
- رسميًا.. السعودية تبدأ تطبيق قرار "الظهيرة الآمنة" لحماية العمال
- الأرصاد تحذر من هطول أمطار غزيرة في منطقة الباحة مصحوبة برياح وسيول
- التحديثات الأخيرة لأسعار الذهب الأحد في السعودية
- المرور السعودي يعلن عن مزاد اللوحات الإلكتروني اليوم الأحد عبر منصة أبشر