قبل مباراة الحسم بين السعودية وأستراليا: اتحاد القدم يفتح المدرجات مجانًا للجماهير

كتب بواسطة: زهور النجار | نشر في

في خطوة لافتة تعكس حجم الرهان الوطني ودعم الجماهير في لحظة مصيرية، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن قراره بفتح أبواب ملعب الإنماء بمدينة جدة مجانًا أمام الجماهير، لحضور مباراة المنتخب السعودي الأول أمام نظيره الأسترالي، والمقررة مساء الثلاثاء المقبل، ضمن الجولة العاشرة والأخيرة من الدور الثالث لتصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

ويُنظر إلى هذه المباراة باعتبارها مفصلية في مشوار "الأخضر" نحو المونديال، إذ يحتاج المنتخب الوطني إلى تحقيق فوز بفارق خمسة أهداف على الأقل لضمان التأهل المباشر، دون الحاجة إلى خوض المرحلة الرابعة من التصفيات.

وجاء قرار اتحاد الكرة، وفقًا لما نشره مجلس جمهور المنتخب السعودي عبر منصة "إكس"، "تقديرًا لدعم جمهور الوطن"، في إشارة واضحة إلى أهمية دور المدرجات في بث الحماس في نفوس اللاعبين، وتحويل ملعب الإنماء إلى ما يشبه القلعة الحصينة التي يصعب اختراقها.

ويُعد هذا القرار بمثابة دعوة مفتوحة لجماهير الأخضر، من مختلف مناطق المملكة، للحضور المكثف وملء المقاعد البالغ عددها أكثر من 60 ألف متفرج، وتحويل اللقاء إلى تظاهرة وطنية رياضية عنوانها: "كلنا مع الأخضر".

وكان المنتخب السعودي قد أنعش آماله في التأهل المباشر بعد فوزه على البحرين بنتيجة 2-0 في الجولة التاسعة، ليرفع رصيده إلى 13 نقطة، متقدمًا بفارق ثلاث نقاط على منتخب أستراليا، الذي يحتل المركز الثاني، ويُشكل هذا الفارق أفضلية معنوية قبل اللقاء الأخير، وإن كانت الحسابات الرقمية لا تزال شائكة ومعقدة.

وبحسب لوائح الاتحاد الآسيوي، فإن حسم بطاقة التأهل المباشر يتطلب من السعودية التفوق على أستراليا بفارق أهداف يمنحها الأفضلية في المواجهات المباشرة، حيث سبق وأن خسر الأخضر أمام أستراليا في مباراة الذهاب بنتيجة 4-0، مما يعني أنه بحاجة إلى الانتصار بفارق خمسة أهداف على الأقل لتعويض النتيجة وتحقيق التأهل المباشر عن المجموعة.

وتقام المباراة المنتظرة على ملعب الإنماء في جدة، أحد أحدث الملاعب في المملكة، والذي يتميز بتجهيزاته الحديثة وسعته الكبيرة، حيث يتسع لأكثر من 60 ألف مشجع، وتُعد هذه المرة الأولى التي يستضيف فيها الملعب مباراة رسمية بهذا الحجم ضمن التصفيات المونديالية، مما يضفي طابعًا تاريخيًا على اللقاء.

وقد بدأت الجهات المختصة في الاستعدادات اللوجستية والتنظيمية للمباراة، حيث يُتوقع أن تشهد إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق بعد الإعلان عن الدخول المجاني، في وقت كثّف فيه مجلس الجمهور والروابط الرسمية الدعوات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي لحشد أكبر عدد ممكن من الجماهير.

وبحسب نظام تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، يتأهل المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني في كل مجموعة إلى النهائيات مباشرة، بينما ينتقل أصحاب المركز الثالث إلى المرحلة الرابعة، حيث تُقسم المنتخبات الستة إلى مجموعتين من ثلاثة، يتأهل المتصدر من كل مجموعة، فيما يلتقي صاحبا المركز الثاني في مباراتي ذهاب وإياب، والفائز منهما يتأهل إلى الملحق العالمي.

وفي حال عدم نجاح المنتخب السعودي في الفوز بالفارق المطلوب، فإن طريقه إلى المونديال سيزداد تعقيدًا، وسيضطر لخوض تصفيات إضافية محفوفة بالمخاطر، أمام منتخبات آسيوية قوية تطمح هي الأخرى في انتزاع آخر بطاقات التأهل.

ولطالما تميزت المواجهات بين السعودية وأستراليا بالقوة والندية، إذ تُعتبر أستراليا واحدة من أصعب الخصوم للأخضر في التصفيات الآسيوية، حيث غالبًا ما تميل كفة المواجهات لصالحها، ما يزيد من التحدي أمام كتيبة المدرب الوطني الذي سيكون عليه أن يحفّز لاعبيه لتقديم واحدة من أقوى العروض الفنية والتكتيكية على الإطلاق.

وفي تصريحات سابقة، شدد عدد من لاعبي المنتخب السعودي على جاهزيتهم لخوض اللقاء بروح قتالية، مؤكدين أن اللعب على أرض الوطن ووسط الجماهير يعد حافزًا كبيرًا لهم لتحقيق نتيجة ترضي طموحات الشارع الرياضي السعودي.

ويعوّل الشارع الرياضي على أن يكون حضور الجماهير عاملاً فارقًا في اللقاء، خاصة وأن الجماهير السعودية عُرفت عبر السنوات بأنها من أكثر الجماهير دعمًا ووفاءً، كما أنها تملك سجلًا حافلًا في تحفيز المنتخبات الوطنية خلال لحظات الحسم، كان أبرزها في تصفيات 2022 حين امتلأت المدرجات بالكامل خلال لقاءات حاسمة، وأسهم ذلك في تأهل المنتخب السعودي إلى مونديال قطر.

ومع تبقي أيام قليلة فقط على اللقاء، تتواصل حملات التوعية والتشجيع عبر الإعلام والمنصات الاجتماعية، بهدف رفع الوعي بأهمية اللقاء وتحفيز الجماهير للحضور المبكر وضمان ملء المدرجات بالكامل.

وتحمل مباراة السعودية وأستراليا طابعًا تاريخيًا بكل المقاييس، ليس فقط لأنها ستحسم هوية المتأهل المباشر إلى مونديال 2026، بل لأنها تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة المنتخب على النهوض في أصعب اللحظات، وسط دعم شعبي ورسمي لا مثيل له.

وسيكون ملعب الإنماء على موعد مع ليلة كروية استثنائية، ينتظر فيها الجميع أن يكون "الأخضر" على قدر الطموح، وأن تكتب الجماهير السعودية قصة جديدة من قصص الوفاء والانتماء التي اعتادت أن ترسمها في كل استحقاق كبير.

اقرأ ايضاً