زيارة ميسي السرية إلى السعودية تُشعل الجدل: هل يحط البرغوث رحاله بروشن؟

كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في

في خطوة أثارت الجدل وألهبت مشاعر عشاق كرة القدم، قام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بزيارة مفاجئة وسرية إلى المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، ما فتح الباب واسعًا أمام احتمالات انتقاله المرتقب إلى أحد أندية دوري روشن السعودي، وتأتي هذه الزيارة بالتزامن مع اقتراب نهاية عقده الحالي مع نادي إنتر ميامي الأمريكي، لتضيف مزيدًا من الوقود إلى نيران التكهنات المتصاعدة حول وجهته المقبلة في عالم الساحرة المستديرة.

وبحسب مصادر متعددة، لم تُعلن الزيارة بشكل رسمي، ولم يصدر أي بيان من الجهات الرياضية أو من اللاعب نفسه لتوضيح الهدف من وجوده في المملكة، والأهم من ذلك أن الزيارة لم تكن ضمن أي جدول ترويجي لهيئة السياحة السعودية، التي سبق وتعاون معها النجم الأرجنتيني في حملات ترويجية خلال السنوات الماضية.

وقد أضفى الغياب التام للصور الرسمية أو المقاطع التوثيقية على الزيارة طابعًا سريًا، مما زاد من حدة التساؤلات حول ما يدور خلف الكواليس، ورغم محاولات البعض التقليل من أهمية الحدث، فإن توقيت الزيارة وموقعها الجغرافي جعلا كثيرين يرجحون فرضية المفاوضات الجادة مع أحد أندية الدوري السعودي.

ومنذ انطلاق مشروع تطوير الدوري السعودي لكرة القدم، والمعروف باسم دوري روشن، شهدت الملاعب السعودية طفرة نوعية في التعاقدات مع نجوم عالميين، على رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي انضم إلى نادي النصر، والفرنسي كريم بنزيما الذي التحق باتحاد جدة، والبرازيلي نيمار الذي اختار الهلال وجهة له، وهذه الخطوات وضعت الدوري السعودي تحت أضواء الإعلام العالمي، وساهمت في رفع مستواه الفني والجماهيري على حد سواء.

وسيكون التحاق ليونيل ميسي بالدوري ذاته بمثابة "الضربة الكبرى" التي قد تغير خريطة كرة القدم الآسيوية بالكامل، وبحسب محللين رياضيين، فإن انضمام ميسي لأي نادٍ سعودي سيشكل مزيجًا فريدًا من القوة الفنية والجاذبية التجارية، مما يعزز من مكانة الدوري السعودي كأحد أبرز البطولات الصاعدة عالميًا.

وحتى الآن، لم تُعرف الجهة التي تسعى للتوقيع مع ليونيل ميسي من بين أندية دوري روشن، ورغم تداول أسماء أندية كبيرة مثل الهلال، النصر، والاتحاد، فإن أحدًا لم يؤكد أو ينفي تلك الأخبار، وتبقى المفاضلة صعبة، إذ إن كل نادٍ يمتلك من الإمكانات الفنية والتجارية ما يمكنه من استقبال نجم بحجم ميسي.

ويمتلك نادي الهلال، على سبيل المثال، بنية تحتية متقدمة وقاعدة جماهيرية ضخمة، إلى جانب تاريخه الحافل بالبطولات، أما النصر، فقد صنع لنفسه شهرة عالمية بعد التعاقد مع رونالدو، مما قد يغري ميسي بخوض "كلاسيكو الأحلام" أمام غريمه السابق في الملاعب الأوروبية، في حين أن الاتحاد، بصفقاته القوية ودعمه المالي اللا محدود، يمثل خيارًا واقعيًا أيضًا.

وتفتح زيارة ميسي الباب أمام سيناريوهات متعددة، خاصة مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، التي غالبًا ما تشهد مفاجآت مدوية، وإذا صحت التوقعات بانضمامه إلى أحد أندية دوري روشن، فإن صيف 2025 قد يكون نقطة تحول في مسيرة اللاعب الأرجنتيني، وفي مشروع المملكة لتطوير رياضة كرة القدم.

ومن جهة أخرى، يرى بعض المتابعين أن ميسي قد يستخدم الزيارة كورقة ضغط على ناديه الحالي في المفاوضات، أو ربما لبحث مشاريع استثمارية خاصة، بعيدًا عن كرة القدم، إلا أن تضارب التصريحات وغياب التوضيحات الرسمية يبقي الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام كل الاحتمالات.

ومنذ انتقاله إلى إنتر ميامي الأمريكي، خاض ميسي تجربة مختلفة عن الملاعب الأوروبية، ركز فيها على الجانب الاستعراضي والتجاري أكثر من التحديات التنافسية، ومع انتهاء عقده الحالي نهاية الموسم الجاري، تتجه الأنظار إلى قراره النهائي، الذي سيكون محوريًا في تحديد ختام مسيرته الكروية.

وقد يجمع الانتقال إلى الدوري السعودي بين الجانبين: مستوى تنافسي متنامٍ، ومكاسب مالية وتسويقية ضخمة، وهذا إلى جانب الاهتمام الكبير الذي توليه المملكة للرياضة عمومًا، وكرة القدم خصوصًا، في إطار رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للرياضة والترفيه.

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا يزال الصمت يلفّ المشهد، لا ميسي علّق، ولا الأندية السعودية أصدرت أي بيانات، وبين تكتم اللاعب وغموض التحركات، يستمر الجمهور العالمي والعربي في ترقب الإعلان الرسمي الذي قد يغير وجه كرة القدم في المنطقة.

وفي الوقت الذي تزداد فيه التساؤلات حول الوجهة المقبلة للنجم الأرجنتيني، تبقى الحقيقة الثابتة أن زيارة ميسي السرية للمملكة لم تكن عبثية، وأن خلف الأبواب المغلقة تُحاك خيوط صفقة قد تُصبح الأهم في تاريخ كرة القدم الآسيوية.

اقرأ ايضاً