رحلة كل ساعة إلى مكة: قطار الحرمين السريع يتأهب لخدمة ملايين الحجاج خلال موسم الحج

قطار الحرمين السريع يتأهب لخدمة ملايين الحجاج خلال موسم الحج.
كتب بواسطة: فهد الأعور | نشر في 

في خطوة تعكس الاستعدادات المكثفة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم الحج 1446هـ، أعلنت الخطوط الحديدية السعودية "سار" عن تنفيذ خطة تشغيلية نوعية، تتضمن تسيير رحلة عبر قطار الحرمين السريع من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة إلى محطة مكة المكرمة كل ساعة تقريبًا، بهدف تسهيل تنقل الحجاج والارتقاء بمستوى الخدمة خلال ذروة الموسم.

ويُعد هذا الإعلان أحد أبرز المحاور اللوجستية التي تعتمدها الجهات المعنية بالحج، حيث يُشكل القطار شريانًا حيويًا يربط الحجاج القادمين جوًا مباشرةً بأهم محطات الرحلة الإيمانية، دون الحاجة إلى الانتقال بالحافلات أو الانتظار الطويل، كما يُسهم في تخفيف الضغط عن الطرق البرية، ورفع كفاءة التشغيل في المطار وداخل مكة.

وبحسب ما أعلنته "سار"، فإن قطار الحرمين السريع، الذي يُعد من أسرع القطارات الكهربائية في العالم بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة، سينقل الحجاج من المطار إلى مكة المكرمة في أقل من ساعة، ما يجعل تجربة الوصول إلى مكة أكثر راحة وسرعة.

ويتميّز القطار بتجهيزاته التقنية المتطورة، وسعته العالية، وقدرته على نقل آلاف الركاب يوميًا بكفاءة تشغيلية عالية، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة.

وأشارت "سار" إلى أن الخطة التشغيلية لهذا الموسم تشمل أكثر من 4700 رحلة مجدولة بين محطات القطار المختلفة، لا سيما محطتي المطار ومكة، وهو ما يعكس حجم العمل الضخم والتخطيط الدقيق الذي تم اعتماده منذ وقت مبكر استعدادًا لهذا الموسم.

وتأتي هذه الجهود في ظل التنسيق المستمر بين الخطوط الحديدية السعودية والجهات ذات العلاقة، مثل الهيئة العامة للنقل، وهيئة تطوير مكة، ووزارة الحج والعمرة، لضمان سلاسة حركة الحجاج، وتوفير بيئة نقل آمنة ومنظمة.

وتولي "سار" أهمية قصوى لمعيار الانسيابية في الرحلات، وتوزيع الأحمال التشغيلية بما يضمن عدم حدوث اختناقات، خاصة في فترات الذروة.

كما تتضمن الاستعدادات تحسين تجربة الحاج داخل المحطات، من خلال توفير مناطق انتظار مريحة، وخدمات إرشادية متعددة اللغات، فضلاً عن تجهيز فرق ميدانية لدعم كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل إجراءات الركوب والنزول.

وتمثل هذه الخطوة جزءًا من الخطة الشاملة التي تنتهجها المملكة لتعزيز جودة الخدمات المقدّمة للحجاج، وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030، والتي تسعى إلى تمكين أكبر عدد ممكن من المسلمين حول العالم لأداء فريضة الحج في ظروف مثالية، تشمل الراحة، والأمن، والتنظيم العالي.

ويُعد النقل أحد أهم التحديات التي تواجه مواسم الحج، ما جعل استثمار الدولة في مشاريع البنية التحتية للقطارات خيارًا استراتيجيًا لدعم التنقل الذكي والمستدام.

ويعد قطار الحرمين مشروعًا وطنيًا فريدًا، تم تدشينه في عام 2018، ليربط بين مدن مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وقد شكّل منذ انطلاقته نقلة نوعية في وسائل النقل الجماعي داخل المملكة.

ويُتوقّع أن يُسهم تسيير رحلة كل ساعة من مطار الملك عبدالعزيز الدولي إلى مكة المكرمة في امتصاص الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج القادمين جوًا، لا سيما من حجاج الداخل والدول المجاورة.

كما سيتيح للحجاج وقتًا أكبر للراحة والاستعداد لأداء المناسك، مقارنة بوسائل النقل التقليدية التي تستغرق وقتًا أطول وتواجه تحديات مرورية متزايدة.

وفي هذا السياق، أكدت "سار" جاهزية أسطولها من القطارات الحديثة، والفرق التشغيلية، وموظفي الدعم، والمراقبة الإلكترونية للرحلات، بما يضمن التزام مواعيد الانطلاق والوصول، ويُعزز من ثقة الحجاج في كفاءة وسلامة هذا الخيار.

ويرى مراقبون أن نجاح هذه الخطة التشغيلية سيُسهم في تعزيز مكانة قطار الحرمين كحل نقل أساسي في كل موسم حج، وقد يدفع نحو توسيع نطاق التشغيل مستقبلاً ليشمل مزيدًا من الرحلات والمحطات.

كما قد يُعاد النظر في اعتماد حلول ذكية إضافية، مثل حجز الرحلات عبر تطبيقات الهاتف الذكي، أو تقديم خدمات مخصصة للحجاج ضمن القطارات.

ومن جهة أخرى، يعكس هذا التوسع حرص المملكة على توظيف التكنولوجيا والبنية التحتية الحديثة لخدمة زوّار بيت الله الحرام، في مشهد يتكامل فيه التخطيط اللوجستي مع القيم الدينية والإنسانية.

ومع تزايد حركة الحجيج وتوسع خدمات النقل، يبرز قطار الحرمين كرمز لتطوّر المنظومة اللوجستية السعودية، وركيزة أساسية في دعم تجربة حج ميسّرة وآمنة لملايين المسلمين حول العالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية