تصريح غامض يقلب الحسابات: هل خسر الهلال سباق التعاقد مع أوسيمين؟
فجّر شقيق النجم النيجيري فيكتور أوسيمين، مهاجم نادي نابولي الإيطالي والمعار حاليًا إلى نادي جلطة سراي التركي، مفاجأة من العيار الثقيل بشأن مستقبل اللاعب، وذلك في تصريح أثار جدلاً واسعًا داخل الأوساط الرياضية، لاسيما في ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به أوسيمين من عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، وعلى رأسها نادي الهلال السعودي، الذي يسعى لتعزيز صفوفه قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية المقبلة، والمقررة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي الوقت الذي تتسابق فيه الأندية الأوروبية الكبرى والفرق الآسيوية العملاقة للحصول على خدمات فيكتور أوسيمين، أحد أبرز هدافي الدوري الإيطالي في السنوات الأخيرة، جاءت كلمات شقيقه الأكبر، باتريك أوسيمين، لتفتح الباب أمام سيناريو جديد وغير متوقع في مسيرة المهاجم النيجيري.
فقد كشف الصحفي التركي الشهير محمد باتوهان أجير، في تصريحات إعلامية حديثة، عن محادثة شخصية جمعته مع باتريك أوسيمين، وعند سؤاله عن الوجهة المقبلة لأوسيمين، أجاب الأخير بابتسامة غامضة قائلاً: "أعتقد أنه سيبقى هنا"، في إشارة إلى إمكانية استمرار اللاعب مع نادي جلطة سراي التركي، الذي يلعب له على سبيل الإعارة.
ورغم أن التصريح جاء مقتضبًا، إلا أنه حمل في طياته دلالات كبيرة، حيث فُسّر من قبل العديد من المحللين والمتابعين على أنه تلميح قوي إلى احتمال بقاء اللاعب في صفوف النادي التركي، رغم كل ما يُثار عن قرب انتقاله إلى أحد عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز، أو إحدى الفرق الطامحة في الدوري الفرنسي، فضلًا عن اهتمام الهلال السعودي المتزايد بضمه.
ويُذكر أن أوسيمين كان قد انضم إلى نابولي قادمًا من ليل الفرنسي في صفقة ضخمة، سرعان ما أثبتت جدواها، إذ تألق اللاعب بشكل لافت مع الفريق الجنوبي، وقاده لتحقيق لقب الدوري الإيطالي بعد غياب دام سنوات طويلة، مسجلاً عددًا من الأهداف الحاسمة التي جعلته محط أنظار الأندية الطامحة لتعزيز خطوطها الهجومية بلاعب يتمتع بالقوة البدنية والسرعة واللمسة التهديفية الحاسمة.
وتزايدت التكهنات حول مستقبله منذ انتقاله مؤخرًا إلى فريق جلطة سراي التركي بنظام الإعارة، حيث اعتُبر ذلك بمثابة تمهيد لصفقة دائمة، أو محطة انتقالية قبل انضمامه إلى فريق آخر.
لكن تصريح شقيقه جاء ليخلط الأوراق من جديد، ويطرح تساؤلات عديدة حول خطط اللاعب في الفترة المقبلة، ومدى جديته في البقاء داخل الدوري التركي الذي يشهد حاليًا حالة من النشاط المتزايد على مستوى الصفقات.
ومن جانبه، لا يزال نادي الهلال السعودي يُبدي اهتمامًا كبيرًا بضم أوسيمين، ضمن تحركاته الاستراتيجية استعدادًا للمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، والتي يطمح من خلالها إلى تقديم مستوى يليق بمكانة الكرة السعودية، خصوصًا بعد الأداء اللافت للنظر الذي قدمه في السنوات الأخيرة، واستقطابه لعدد من أبرز نجوم أوروبا في مقدمتهم نيمار وسافيتش وميتروفيتش.
ويأمل مسؤولو الهلال في إقناع أوسيمين بالمشروع الرياضي الضخم الذي يقوده النادي، والذي لا يقتصر فقط على المنافسات المحلية، بل يمتد إلى التطلعات القارية والعالمية، لاسيما مع تزايد حضور الأندية السعودية في المشهد الدولي، مدعومة بمستويات فنية متقدمة واستثمارات رياضية ضخمة.
ولكن على الجانب الآخر، يرى مراقبون أن رغبة أوسيمين في الاستمرار مع جلطة سراي قد تكون نابعة من شعوره بالاستقرار الفني والنفسي داخل الفريق التركي، حيث يحظى بثقة الجهاز الفني والجماهير، ويتمتع بأجواء تنافسية مريحة تساعده على تقديم أفضل ما لديه.
كما أن تواجده في الدوري التركي يُبقيه قريبًا من دائرة الأندية الأوروبية الكبرى، ويُبقي خياراته مفتوحة للعودة مجددًا إلى إحدى بطولات القارة العجوز ذات المستوى العالي، دون الحاجة إلى القفز مباشرة إلى تجربة جديدة في الشرق الأوسط.
ومن جانبهم، لم يصدر أي تعليق رسمي من نادي جلطة سراي حول احتمالية بقاء أوسيمين بعد نهاية فترة إعارته، كما لم تؤكد إدارة نابولي وجود مفاوضات رسمية بشأن انتقاله بشكل نهائي لأي نادٍ حتى الآن، ما يضفي مزيدًا من الغموض على مستقبله القريب، ويجعل الأيام المقبلة حاسمة في تحديد وجهته القادمة.
وبين هذا وذاك، تبقى مسألة انتقال فيكتور أوسيمين محل ترقب واسع في الوسط الرياضي، لا سيما من جماهير نادي الهلال التي تأمل في رؤية نجم من طراز رفيع يدعم الفريق في استحقاقاته المقبلة، وعلى رأسها بطولة كأس العالم للأندية.
وحتى تتضح الرؤية النهائية، فإن كل السيناريوهات لا تزال مطروحة، ويظل تصريح شقيقه بمثابة حجر ألقي في مياه راكدة، لينعش الجدل مجددًا حول أحد أهم الأسماء في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.