مليون حاج يعبرون إلى المملكة.. استعدادات استثنائية لموسم حج 1446هـ

الحج
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا | نشر في 

في مشهدٍ يعكس حجم الاستعدادات السعودية لاستقبال موسم الحج، أعلنت المديرية العامة للجوازات أن عدد ضيوف الرحمن القادمين من الخارج لأداء مناسك الحج بلغ أكثر من مليون حاج، وتحديدًا (1.033.447) حاجًا، حتى نهاية يوم الأحد الموافق 27 من شهر ذي القعدة 1446هـ، وذلك عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية.

وتُظهر هذه الأرقام الأولية حجم الكثافة المتزايدة لحجاج بيت الله الحرام هذا العام، مع تسجيل المنافذ الجوية النسبة الكبرى من حركة القدوم، حيث بلغ عدد الحجاج الوافدين عبر المطارات السعودية (978.881) حاجًا، في حين بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البرية (50.289) حاجًا، وسجلت المنافذ البحرية استقبال (4.277) حاجًا.

وتُعَد هذه الإحصائيات مؤشرًا واضحًا على الجهود اللوجستية والتنظيمية التي تبذلها المملكة ضمن خطتها الشاملة لتيسير موسم الحج لهذا العام، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والإمكانات التقنية والبشرية.

فقد أكدت المديرية العامة للجوازات في بيانها أنها سخّرت كل إمكاناتها لتيسير إجراءات دخول الحجاج، مشيرة إلى أن العمل جارٍ بوتيرة عالية عبر دعم جميع المنافذ الدولية – سواء كانت جوية أو برية أو بحرية – بأحدث الأنظمة التقنية التي تسهم في تسريع إجراءات الدخول وتحقيق أعلى درجات الدقة والمرونة.

وتعتمد المديرية على بنية تحتية رقمية متقدمة، تتمثل في أنظمة الفحص الإلكتروني والبوابات الذكية، إلى جانب كوادر بشرية مؤهلة ومدربة بلغات متعددة لضمان التواصل الفعّال مع ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات والثقافات، مما يساهم في تقديم تجربة استقبال متميزة وإنسانية منذ لحظة وصول الحاج وحتى دخوله الأراضي المقدسة.

ويأتي هذا الإعلان في إطار الشفافية التي تنتهجها الجهات الحكومية المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، حيث تسعى إلى إبقاء الرأي العام على اطلاع مستمر بتفاصيل وخطوات العملية التنظيمية لموسم الحج، في الوقت الذي تتكامل فيه الجهود بين عدة قطاعات حكومية وأمنية وصحية وتقنية، كلٌّ في مجال اختصاصه، ضمن خطة استراتيجية تضمن سلامة الحجاج وراحتهم.

ولم تغفل الجوازات في بيانها عن الإشارة إلى الجاهزية العالية التي يتمتع بها منسوبوها في مختلف المنافذ، والذين لا يدخرون جهدًا في تسريع إجراءات الدخول، وتقديم التوعية اللازمة للحجاج بلغاتهم الأصلية، ما يسهل عليهم فهم الخطوات المطلوبة ويعزز شعورهم بالطمأنينة والاحتواء.

وتؤكد المملكة عبر هذه الجهود التزامها الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، ترجمةً للتوجيهات السامية التي تولي شعائر الحج مكانة خاصة، سواء من حيث التنظيم أو من حيث العناية بضيوف بيت الله الحرام.

كما أن الأعداد المتزايدة لحجاج الخارج تعكس ثقة العالم الإسلامي بالمنظومة السعودية لإدارة الحج، والتي أثبتت على مر السنين قدرتها على التكيف والتطوير والتوسع بما يواكب التحديات والتحولات العالمية.

وفي ظل استمرار توافد الحجاج من الخارج خلال الأيام المقبلة، من المتوقع أن تشهد المنافذ مزيدًا من الحركة النشطة، وهو ما يستدعي تضافر الجهود واستمرار العمل بكفاءة عالية لضمان دخول آمن وسلس لملايين المسلمين من مختلف بقاع الأرض، وهم يحملون الشوق والإيمان والعزيمة على أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.

وبينما تواصل الجوازات مهمتها الحيوية في استقبال ضيوف الرحمن، تُجدد المملكة التزامها برسالتها الدينية والإنسانية، مؤدية دورها التاريخي في رعاية الحجاج، والسهر على راحتهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسكينة، وسط بيئة آمنة ومنظمة تمثل أنموذجًا في إدارة الحشود والخدمات المتكاملة.

 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية