قرار تحكيمي يُعيد ترتيب أوراق الدوري: النصر يستعيد النقاط كاملة في قضية الرويلي

كتب بواسطة: سماء سالم | نشر في

في خطوة قانونية حاسمة قلبت موازين المنافسة في دوري روشن السعودي، أصدرت هيئة التحكيم الرياضي المنبثقة عن مركز التحكيم الرياضي السعودي قرارًا نهائيًا بقبول احتجاج نادي النصر بشأن مشاركة غير قانونية لحارس نادي العروبة، رافع الرويلي، ما ترتب عليه منح الفريق العاصمي النقاط الثلاث كاملة في المباراة التي جمعته بالعروبة.

ويعد هذا القرار نقطة تحول بارزة في مسار البطولة، إذ جاء قبل أيام قليلة من الجولة الختامية، الأمر الذي أعاد الأمل لنادي النصر في اللحاق بمقعد مؤهل إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، ورفع سقف الإثارة بينه وبين الهلال، منافسه التقليدي على الساحة المحلية والقارية.

وبحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط، فقد أقرت الهيئة القانونية بصحة موقف نادي النصر، بعد أن تبين عدم قانونية مشاركة الحارس رافع الرويلي، الذي لم يكن مستوفيًا لشروط التفرغ الرياضي، ما يُعد خرقًا مباشرًا للوائح دوري روشن.

وورد في نص القرار الرسمي: "هيئة التحكيم المنبثقة عن مركز التحكيم الرياضي السعودي تصدر الحكم النهائي بقبول احتجاج نادي النصر واعتباره فائزًا في مباراة العروبة، ومنحه النقاط الثلاث".

ويُعد الحكم نهائيًا وملزمًا، دون وجود مجال للاستئناف، ما يفرض على رابطة دوري المحترفين تحديث جدول الترتيب بصورة رسمية، ليصبح رصيد النصر 70 نقطة بدلًا من 67، ويصعد إلى المركز الثالث، خلف الهلال صاحب الـ72 نقطة، وقبل مباراته المنتظرة مع الفتح في الجولة الأخيرة.

ومن الناحية الفنية، يعيد القرار إشعال المنافسة على المركز الثاني المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، خاصة إذا ما تعثر الهلال أمام القادسية، ونجح النصر في الفوز على الفتح.

وباتت الجولة الأخيرة أكثر ترقبًا، إذ أن تغير ترتيب النقاط بهذا الشكل في المرحلة الحاسمة من الموسم، قلب الحسابات الفنية، وأثار اهتمام جماهير الكرة السعودية والخليجية، التي تنتظر بفارغ الصبر الحسم النهائي للمقاعد الآسيوية.

أما بالنسبة لنادي العروبة، فإن خصم النقاط من رصيده قبل الجولة الختامية قد يُثقل وضعه أكثر، خصوصًا في حال كان ينافس على البقاء أو على تحسين مركزه، ويُتوقع أن تكون لهذه الواقعة تأثيرات داخلية على مستوى الإدارة والتقييم القانوني لموقف النادي.

وفي الوقت الذي سادت فيه أجواء من الارتياح والفرح في أوساط جماهير النصر، التي رأت في القرار "تصحيحًا لمسار غير عادل"، ظهرت على الطرف الآخر بعض التحفظات من قبل جماهير العروبة، التي اعتبرت أن التوقيت الحرج للقرار زاد من تعقيد وضع فريقها.

وبالرغم من التزام إدارة العروبة الصمت رسميًا، فإن بعض المصادر المقربة من النادي ألمحت إلى وجود نية لإعادة دراسة آليات تسجيل اللاعبين وتفادي الوقوع في مخالفات مماثلة مستقبلاً، خاصة في ظل تعقيد اللوائح الخاصة بالتفرغ الرياضي والاحتراف.

وتعود القصة إلى المباراة التي جمعت بين النصر والعروبة في وقت سابق من الموسم، والتي انتهت بنتيجة غير مرضية للنصر، الذي تقدم بعدها باحتجاج رسمي طعن فيه في قانونية مشاركة الحارس رافع الرويلي، مشيرًا إلى وجود خلل في تسجيله وتفرغه الرياضي.

ومنذ ذلك الحين، بدأت المداولات القانونية أمام مركز التحكيم الرياضي، الذي استدعى الأطراف المعنية، واطّلع على الأدلة والمستندات الرسمية، قبل أن يصدر قراره مساء أمس، ويضع بذلك حدًا نهائيًا للجدل.

وباتت الجولة الأخيرة من دوري روشن محط أنظار المتابعين، بعد أن أصبح مصير التأهل القاري مفتوحًا على احتمالات عدة، وفي حال تعثر الهلال أمام القادسية، وفوز النصر على الفتح، فإن "العالمي" سيقتنص بطاقة العبور إلى دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو ما سيُعد عودة قوية للفريق على الساحة القارية، بعد سلسلة من التحديات هذا الموسم.

وستكون الفرق الفنية والإدارية مطالبة بتحضير اللاعبين نفسيًا وتركيزيًا لهذه الجولة المصيرية، حيث لم يعد هناك مجال للتعثر أو إهدار النقاط، خاصة وأن الفارق بين النصر والهلال أصبح نقطتين فقط.

والقرار النهائي في قضية الرويلي لا يُعد مجرد انتصار لنادٍ على آخر، بل يمثل رسالة تحذيرية قوية لجميع الأندية حول أهمية الالتزام التام بلوائح الاحتراف والتفرغ، وضرورة مراجعة أوضاع اللاعبين القانونية قبل إشراكهم في المباريات.

ويؤكد هذا التطور أن الانتصارات في الملاعب لا تُحسم فقط عبر الأقدام، بل قد تأتي أيضًا من أروقة القانون، متى ما امتلكت الأندية الحُجج والدلائل واتبعت المسار النظامي الصحيح.

والعدالة الرياضية أخذت مجراها، والنصر عاد إلى قلب المنافسة، فيما يقف العروبة أمام لحظة مراجعة مؤلمة، وبين هذا وذاك، ينتظر الشارع الرياضي السعودي جولة أخيرة لا تقل حرارة عن القضايا القانونية التي سبقتها.

اقرأ ايضاً