رونالدو يربك حسابات النصر ويقترب من العودة إلى الريال: مواجهة نارية محتملة ضد الهلال

كتب بواسطة: سماء سالم | نشر في

في تطور مثير قد يُعيد تشكيل خريطة كرة القدم العالمية ويشعل المنافسة في بطولة كأس العالم للأندية، كشفت مصادر صحفية موثوقة عن احتمالية كبيرة لعودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى ناديه السابق ريال مدريد، وذلك بعد انتهاء عقده مع نادي النصر السعودي، ووسط توقف مفاوضات التجديد بين الطرفين.

والخبر الذي انتشر كالنار في الهشيم، أثار حالة من الجدل الواسع بين جماهير الكرة السعودية والعالمية على حد سواء، خاصة بعد تداول معلومات عن مكالمة خاصة جرت بين فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد، والنجم البرتغالي، لمناقشة تفاصيل محتملة لعودته إلى "سانتياجو برنابيو".

وينتهي عقد كريستيانو رونالدو مع نادي النصر السعودي بنهاية شهر مايو الجاري، وسط حالة من الترقب والقلق في الأوساط النصراوية، خصوصًا أن اللاعب لم يُعلن حتى الآن عن توقيع عقد جديد أو تمديد ارتباطه بالنادي.

ورغم النجاحات الكبيرة التي حققها النجم البرتغالي مع العالمي على المستويين المحلي والقاري، إلا أن توقف المحادثات بشأن تجديد العقد أثار تساؤلات عديدة، خاصة مع اقتراب بطولة كأس العالم للأندية التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية منتصف يونيو المقبل.

وبحسب ما ذكره الصحفي الإسباني المقرّب من رونالدو، إيدو أغيري، فإن اللاعب لم يُظهر حتى الآن رغبة واضحة في البقاء ضمن صفوف النصر، وأن توقف المفاوضات يفتح الباب أمام جميع السيناريوهات، وعلى رأسها العودة المحتملة إلى ريال مدريد، النادي الذي شهد أفضل فترات مسيرته الكروية.

وفي تصريحات أثارت ضجة كبيرة خلال ظهوره في برنامج "الشيرنغيتو" الإسباني الشهير، أكد أغيري أن فكرة عودة رونالدو إلى ريال مدريد ليست بعيدة عن الواقع، بل وألمح إلى وجود اتصالات حقيقية بين اللاعب ورئيس النادي الملكي، فلورنتينو بيريز، بهدف دراسة إمكانية إنهاء مسيرة النجم البرتغالي داخل أسوار "البرنابيو".

والحديث عن عودة رونالدو إلى مدريد يأتي في توقيت حساس، حيث يُرجّح أن يتولى المدرب الإسباني تشابي ألونسو قيادة الفريق في الموسم المقبل، وقد يكون لهذا القرار دور كبير في تسريع وتسهيل انضمام رونالدو، خصوصًا في ظل العلاقة الوطيدة التي تجمعه بمكونات النادي، من إدارة وجماهير ولاعبين.

وفي حال تأكد انضمام رونالدو إلى ريال مدريد قبل انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، فإن أول اختبار له سيكون في غاية الإثارة، حيث من المقرر أن يلتقي الفريق الملكي مع نادي الهلال السعودي، بطل دوري أبطال آسيا، في مباراة مرتقبة يوم 18 يونيو القادم.

والمواجهة التي ستجمع اثنين من أكبر الأندية في العالم، تحمل نكهة سعودية خاصة، خصوصًا إذا كان النجم البرتغالي على أرض الملعب ولكن هذه المرة بزيّ "الميرينغي"، لا بزيّ النصر.

والهلال يتواجد في المجموعة الثامنة من البطولة، إلى جانب ريال مدريد، وباتشوكا المكسيكي، وسالزبورغ النمساوي، وهي مجموعة صعبة تتطلب تركيزًا عاليًا وتحضيرًا دقيقًا من جميع الفرق.

وجود رونالدو مع ريال مدريد سيكون عنصرًا مؤثرًا في موازين القوى داخل المجموعة، كما أنه قد يُضفي طابعًا دراميًا على المواجهة، خاصة في حال مواجهته لخصمه المحلي السابق، الهلال السعودي.

ومن جهة أخرى، تفتح هذه التطورات باب النقاش مجددًا حول مستقبل الاستثمارات الرياضية في المملكة العربية السعودية، وخاصة تلك المتعلقة بجلب النجوم العالميين إلى دوري روشن السعودي.

وفقد شكّل انتقال رونالدو إلى النصر حدثًا عالميًا أعاد تسليط الضوء على الدوري السعودي، وساهم في رفع سقف الطموحات الجماهيرية، إلى جانب تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال الرياضة.

ولكن احتمال مغادرة نجم بقيمة رونالدو، دون أن يكمل عامًا ونصف العام في الدوري، قد يُثير تساؤلات حول استدامة هذه المشاريع، وما إذا كانت قادرة على الاحتفاظ بالنجوم الكبار لأطول فترة ممكنة، خاصة في ظل إغراءات الأندية الأوروبية والتنافس المحموم على الألقاب العالمية.

ويُجمع عدد من المراقبين أن العلاقة القوية التي تجمع كريستيانو رونالدو بإدارة ريال مدريد قد تكون هي كلمة السر في هذا التحول الكبير، وإذ إن بيريز لم يخفِ يومًا تقديره للنجم البرتغالي، الذي قاد الفريق لحقبة ذهبية تُوّج خلالها بعدد غير مسبوق من الألقاب، وعلى رأسها دوري أبطال أوروبا الذي حصده ريال مدريد أربع مرات خلال فترة تواجد رونالدو بين عامي 2009 و2018.

وعودة رونالدو إلى ريال مدريد في هذا التوقيت ستكون بمثابة حدث تاريخي، لا سيما وأنها تتزامن مع استعدادات الفريق لمنافسات دولية كبرى، مثل كأس العالم للأندية، كما أن وجود لاعب مخضرم بحجم رونالدو، يتمتع بخبرة كبيرة في البطولات العالمية، سيُشكّل دعمًا فنيًا ومعنويًا للفريق في مسيرته المقبلة.

وبين الحقيقة والشائعات، يبقى مستقبل كريستيانو رونالدو محط أنظار العالم، سواء قرر البقاء في النصر، أو العودة إلى النادي الذي كتب معه التاريخ، ومع اقتراب موعد كأس العالم للأندية، ستتكشف الأيام القادمة عن الوجهة النهائية للنجم البرتغالي، الذي يبدو أنه لا يزال قادرًا على إحداث الضجة، ليس فقط بأهدافه، بل بقراراته أيضًا.

اقرأ ايضاً