"فلاي دبي" تعيد ربط الإمارات بسوريا بعد 12 عام: رحلات إلى دمشق بدءًا من هذا الموعد

كتب بواسطة: صهيب بن جابر | نشر في 

في خطوة طال انتظارها، أعلنت شركة "فلاي دبي" استئناف رحلاتها الجوية المباشرة بين دبي ودمشق ابتداءً من الأول من يونيو 2025، لتكون بذلك أول شركة طيران إماراتية تُعيد تسيير رحلات منتظمة إلى العاصمة السورية منذ توقفها قبل 12 عاماً، وجاء هذا الإعلان ليشكل نقلة نوعية في مسار العلاقات الجوية بين البلدين، وليعكس تغيراً في السياسة الجوية الإقليمية عقب قرار الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات بالسماح بعودة الرحلات المباشرة مع سوريا.

وقد أشاد مراقبون بهذه الخطوة، التي وصفوها بأنها تحمل أبعاداً اقتصادية وسياحية وثقافية متعددة، خاصة في ظل التوجهات الإقليمية نحو إعادة الانفتاح على دمشق بعد سنوات من العزلة الجوية.

وأوضح بيان الشركة الصادر اليوم أن الرحلات ستنطلق بشكل يومي من المبنى رقم 2 في مطار دبي الدولي إلى مطار دمشق الدولي، لتوفر بذلك جسراً جوياً مباشراً يربط بين المدينتين، ويأتي هذا القرار بعد تقييم شامل للظروف التشغيلية والأمنية، بالإضافة إلى مشاورات بين الجهات المعنية في كل من الإمارات وسوريا.

وأكدت "فلاي دبي" أن استئناف الرحلات إلى دمشق يندرج ضمن استراتيجيتها التوسعية لإعادة التواصل مع الوجهات التي كانت تحظى بإقبال مرتفع قبل الأزمات الإقليمية، مشيرة إلى أن السوق السوري يتمتع بإمكانات كبيرة سواء من حيث عدد المسافرين أو حجم التبادل التجاري.

وقد صرّح غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة "فلاي دبي"، بأن العودة إلى دمشق تمثل لحظة تاريخية في سجل الشركة، مضيفاً: "نحن فخورون بكوننا أول ناقل وطني إماراتي يعود إلى سوريا، فدمشق مدينة ذات مكانة تاريخية وثقافية عريقة، وكانت من أوائل وجهاتنا عندما أطلقنا عملياتنا عام 2009.

واليوم نعود إليها برؤية أكثر نضجاً وخبرة أوسع في سوق الطيران الإقليمي"، وأشار الغيث إلى أن الشركة تولي أهمية خاصة لتعزيز الربط الجوي بين الدول العربية، معتبراً أن إعادة فتح الخط مع سوريا يعكس التزام "فلاي دبي" بالمساهمة في دفع عجلة التواصل بين الشعوب وتحفيز حركة السياحة والأعمال في المنطقة.

ومن الناحية الاقتصادية، يُتوقع أن تُسهم الرحلات المباشرة إلى دمشق في تنشيط الحركة التجارية بين الإمارات وسوريا، لا سيما أن دبي تُعد واحدة من أكبر المراكز التجارية في الشرق الأوسط، وتحتضن جالية سورية كبيرة لها امتدادات أسرية واقتصادية في الداخل السوري.

وبحسب متابعين، فإن عودة الرحلات ستمنح رجال الأعمال والمستثمرين مرونة أكبر في التنقل، كما ستُوفر وسيلة سفر آمنة ومنتظمة للأسر السورية المقيمة في الإمارات والراغبة في زيارة ذويها، كما ستتيح هذه الخطوة فرصاً جديدة للسياحة العلاجية والتعليمية، خاصة مع تحسن مؤشرات الاستقرار النسبي في بعض المناطق السورية.

وفيما يخص أسعار التذاكر، كشفت "فلاي دبي" أن أسعار الدرجة السياحية الأساسية للذهاب والعودة تبدأ من 2000 درهم، في حين تبلغ أسعار درجة الأعمال نحو 10 آلاف درهم، موضحة أن هذه الأسعار تشمل الضرائب والرسوم وتخضع للتغيير حسب الموسم ودرجة الإقبال.

وتُشير مؤشرات الحجز الأولية إلى وجود طلب متزايد على هذا الخط الجديد والقديم، خاصة مع اقتراب موسم الصيف الذي يشهد عادةً كثافة في حركة السفر من الخليج إلى بلاد الشام، وقد أعلنت الشركة أنها ستقوم بتقييم الأداء التشغيلي للخط خلال الأشهر الأولى، وستدرس لاحقاً إمكانية زيادة عدد الرحلات أو توسيع خدماتها لتشمل مدناً سورية أخرى، حال توفر الظروف الملائمة لذلك.

ويُنظر إلى استئناف الرحلات بين دبي ودمشق باعتباره خطوة متقدمة في سياق إعادة بناء العلاقات الطبيعية بين الإمارات وسوريا، التي شهدت تحولات تدريجية خلال الأعوام الأخيرة، بدءاً من إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق عام 2018، وصولاً إلى مشاركة سوريا في القمم العربية مجدداً.

ويرى مراقبون أن هذه العودة الجوية تمهد الطريق لانخراط أوسع لسوريا في المشهد الاقتصادي الإقليمي، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي، لا سيما في مجالات النقل الجوي، والسياحة، والتجارة، والخدمات اللوجستية، كما أنها تعكس ثقة متزايدة من الجانب الإماراتي في تحسن البيئة التشغيلية داخل سوريا، ولو بشكل نسبي، بما يسمح بإعادة ربطها بشبكات الطيران الإقليمية.

وفي ختام الإعلان، دعت شركة "فلاي دبي" المسافرين الراغبين في الحجز إلى التحقق من الوثائق المطلوبة للسفر إلى سوريا، لا سيما فيما يتعلق بالتأشيرات والشروط الصحية، مؤكدة التزامها الكامل بتوفير تجربة سفر آمنة ومرنة تتماشى مع أعلى معايير الخدمة.

وتُعد هذه العودة إلى دمشق خطوة رمزية وعملية في آنٍ واحد، تُعيد إلى الأذهان بدايات الشركة قبل نحو 16 عاماً، وتفتح صفحة جديدة من التعاون الجوي بين دولتين ظلتا على اتصال محدود لفترة طويلة، لكنها اليوم تعيدان نسج خيوط التواصل، مع وعد بمزيد من الانفتاح في المرحلة المقبلة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية