حسم الجدل: الأهلي يتفق مع يايسله على التجديد وزيادة في الراتب

كتب بواسطة: زكريا الحاج | نشر في

توصلت إدارة نادي الأهلي إلى اتفاق حاسم مع المدرب الألماني ماتياس يايسله بشأن تجديد عقده مع الفريق، وذلك بعد مفاوضات مكثفة شهدت تباينًا في وجهات النظر بين الطرفين حول مدة العقد الجديد، ووفقًا لما كشفته تقارير إعلامية موثوقة، فإن الاتفاق الجديد ينص على تمديد عقد المدرب لموسم إضافي واحد فقط، ينتهي في يونيو 2027، مع منحه زيادة مالية في راتبه تقديرًا لأدائه خلال الموسم الماضي، في حين نفت المصادر ذاتها صحة الأخبار التي تحدثت عن توقيع عقد يمتد لأربعة مواسم.

وكان يايسله قد أثار الجدل مؤخرًا بتصريحات صحفية أكد فيها أن إدارة النادي لم تبدِ رغبة واضحة في تجديد عقده، وهو ما أشعل غضب جماهير الأهلي التي طالبت باستمرار المدرب، خاصة في ظل الأداء اللافت للفريق تحت قيادته، وتصدر وسم "جددوا ليايسله" منصات التواصل الاجتماعي، ما شكّل ضغطًا جماهيريًا على الإدارة دفعها إلى التحرك بسرعة لإغلاق الملف.

وبدأت الأزمة عندما طالب المدرب الألماني بتمديد عقده لمدة عامين إضافيين، ما كان سيوفر له استقرارًا أكبر ويمنحه فرصة أكبر لاستكمال مشروعه الفني مع "الراقي"، في حين فضّلت الإدارة، بقيادة وليد معاذ، خيار التمديد لعام واحد فقط، لرغبتها في تقييم الأداء الفني خلال الموسم المقبل قبل اتخاذ قرار بشأن التمديد لفترة أطول.

وبحسب المعلومات، فإن المفاوضات شهدت مرونة في مراحلها الأخيرة، حيث قبل يايسله بعرض التمديد لعام واحد فقط بشرط تعديل المقابل المالي في العقد، وهو ما وافقت عليه الإدارة ضمن رؤية تتوافق مع سياساتها التعاقدية القائمة على الحذر المالي والاستقرار الفني التدريجي.

وانضم المدرب ماتياس يايسله إلى الأهلي في صيف عام 2023، قادمًا من نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي، بعقد يمتد لثلاثة مواسم، تنتهي في يونيو 2026، ومنذ توليه المهمة، قاد الفريق لتحقيق نتائج إيجابية أعادت جزءًا من هيبته محليًا، رغم المنافسة الشرسة التي تشهدها دوري روشن السعودي للمحترفين في ظل طفرة التعاقدات الكبرى مع مدربين ولاعبين عالميين.

ويُحسب للمدرب الألماني، البالغ من العمر 36 عامًا، قدرته على إعادة الانضباط التكتيكي للفريق، وإدخال عناصر شابة في التشكيلة الأساسية، ما ساهم في تحسين الأداء الجماعي، كما أظهر يايسله مرونة في التعامل مع ضغط الجماهير والإعلام، واستطاع أن يكسب ثقة اللاعبين والجهاز الفني المساعد.

جاءت ردود الفعل الجماهيرية عقب إعلان الاتفاق إيجابية في معظمها، حيث أبدى عدد من جماهير الأهلي ارتياحهم للقرار، معتبرين أن استمرار يايسله هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة، خاصة أن الفريق بحاجة إلى الاستقرار الفني لبناء منظومة قادرة على المنافسة.

ومن جهتهم، أكد عدد من المحللين الرياضيين أن الاتفاق يعكس نوعًا من التوازن في سياسة النادي، إذ احتفظت الإدارة بالمدرب الذي أظهر كفاءة واضحة، وفي الوقت ذاته أبقت الباب مفتوحًا لمراجعة التجربة بنهاية الموسم المقبل، دون الدخول في التزامات طويلة الأجل قد تكون مخاطرة غير محسوبة.

ويأتي هذا القرار في ظل منافسة محتدمة تشهدها الكرة السعودية منذ انطلاقة دوري روشن في نسخته الجديدة، حيث تعاقدت الأندية الكبرى، ومن بينها الاتحاد والنصر والهلال، مع أسماء تدريبية ولاعبين عالميين ضمن خطة تطوير شاملة تهدف إلى رفع مستوى الدوري على الصعيدين الإقليمي والدولي، تماشيًا مع "رؤية السعودية 2030" التي تولي اهتمامًا خاصًا بالقطاع الرياضي.

ويسعى الأهلي، الذي عاد مؤخرًا إلى دوري الأضواء بعد موسم في الدرجة الأولى، إلى استعادة مكانته التاريخية والمنافسة على البطولات الكبرى، خاصة مع الدعم الكبير من إدارته والصفقات التي أبرمها في سوق الانتقالات، والتي ضمت أسماء لامعة من مختلف الجنسيات.

وبهذا الاتفاق، يكون نادي الأهلي قد وضع حدًا لحالة الجدل التي رافقت مستقبل مدربه خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا عزمه على مواصلة مشروعه الرياضي بخطى ثابتة ومتزنة، مع المحافظة على الكفاءات الفنية التي أثبتت نجاحها، وتبقى التحديات المقبلة على أرضية الملعب هي الفيصل الحقيقي في تقييم تجربة يايسله، وسط طموحات جماهيرية كبيرة بموسم يعيد "الراقي" إلى منصات التتويج.

اقرأ ايضاً