المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي يفتح الباب لتصاريح الرعي عبر منصة "نباتي"

أعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بالشراكة مع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في منطقة الحدود الشمالية، ومركز وقاء، بدء دخول مربي الماشية إلى متنزه معيلة الوطني في مدينة عرعر، ضمن مبادرة وطنية تهدف إلى تنظيم الرعي في أراضي الغابات والمراعي الطبيعية في مختلف أنحاء المملكة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي المركز إلى تعزيز الاستفادة المستدامة من الموارد البيئية، وتحقيق توازن دقيق بين استدامة الغطاء النباتي المحلي واحتياجات المجتمعات الرعوية التي تعتمد على المراعي في نشاطها الاقتصادي والمعيشي.
ويهدف البرنامج إلى فتح المجال أمام مربي الماشية لممارسة الرعي بطريقة منظمة تخضع لضوابط واضحة، بما يتيح لهم الاستفادة من الموارد الطبيعية دون الإضرار بالنظم البيئية الحساسة، ودون التسبب في تدهور التربة أو استنزاف الغطاء النباتي.
وأكد المركز أن أكثر من 3000 رأس من الماشية دخلت فعليًا إلى متنزه معيلة منذ بدء تنفيذ البرنامج، في مؤشر على التفاعل الإيجابي من المربين مع المبادرة وسعيهم للاستفادة من الرعي المنظم تحت إشراف الجهات المختصة.
وأوضح أن دخول الماشية يتم وفق ضوابط بيئية وفنية دقيقة، وُضعت بعناية لضمان حماية التنوع النباتي داخل المتنزه، ومنع أي ممارسات رعوية عشوائية قد تُلحق ضررًا بالتربة أو بالنباتات الطبيعية أو تهدد استدامة الغطاء النباتي مستقبلاً.
وأشار المركز إلى أن أعمال الرصد والمتابعة البيئية مستمرة داخل المتنزه منذ بداية التنفيذ، وتتم بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة، وذلك للتأكد من التزام المربين بالضوابط، وتقييم الأثر البيئي للرعي على فترات منتظمة.
كما أعلن المركز أن باب التقديم لا يزال مفتوحًا لمربي الماشية الراغبين في الحصول على تصاريح الرعي داخل المتنزه، وذلك عبر منصة "نباتي" الرقمية التي تتيح إجراءات سهلة وسريعة وشفافة للراغبين في الانضمام إلى المبادرة.
وشدد على ضرورة التزام المستفيدين من البرنامج بالتعليمات البيئية المعتمدة التي تشمل أوقات الدخول والخروج، وتحديد أعداد الماشية، ومناطق الرعي المسموح بها، لضمان نجاح التجربة وتحقيق أهدافها البيئية والتنموية في آن واحد.
وتُعد هذه المبادرة نموذجًا لتكامل الجهود بين الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، حيث تسهم في دعم المجتمعات الرعوية من جهة، وتعزز الحفاظ على الموارد الطبيعية عبر أدوات تنظيمية وعلمية من جهة أخرى، بما يحقق التوازن المطلوب.
ويمثل متنزه معيلة الوطني إحدى المحميات البيئية المهمة في منطقة الحدود الشمالية، ويتميز بتنوع نباتي غني ومساحات رعوية مناسبة، ما يجعله موقعًا مثاليًا لتطبيق مثل هذه المبادرات التي تمزج بين الحماية والتنمية المستدامة.
وأوضح المركز أن المنهج المتبع في تنظيم الرعي داخل المتنزه يراعي المعايير البيئية العالمية، ويستند إلى دراسات فنية شاملة، تضمن عدم تجاوز الطاقة الاستيعابية للنظام البيئي أو الإضرار بتوازن الغطاء النباتي في الموقع.
ويُنتظر أن تسهم هذه التجربة في رفع وعي المربين بأهمية المحافظة على الغطاء النباتي، وتحفيزهم على تبني ممارسات رعوية مسؤولة ومستدامة، بما يضمن استمرارية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة ويعزز الأمن البيئي في المملكة.
وتأتي هذه المبادرة ضمن توجه استراتيجي أوسع يتبناه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، يهدف إلى إعادة تأهيل المراعي الطبيعية، وتفعيل الشراكة المجتمعية في حماية البيئة، وتقديم نماذج ناجحة لممارسات رعوية متوازنة.
ويُعول على هذه الخطوة في تقليل الضغوط التي تتعرض لها المراعي العشوائية، والحد من تدهور الأراضي الذي تسببت به ممارسات سابقة، كما تعكس حرص الجهات المعنية على الدمج بين البُعد البيئي والاجتماعي والاقتصادي في إدارتها للموارد.
وتواصل الجهات المشاركة في المبادرة جهودها التوعوية والميدانية لتشجيع مربي الماشية على الانضمام للبرنامج، والمساهمة بفاعلية في تحقيق التنمية البيئية المستدامة، ضمن إطار تشاركي يعزز من نجاح المبادرات الوطنية.
ويُعد هذا النموذج خطوة مهمة نحو تعميم تجربة الرعي المنظم في بقية المتنزهات والمراعي الطبيعية في المملكة، في إطار جهود متكاملة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في مجال الحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر وتعزيز الغطاء النباتي.
- المياه الوطنية في السعودية تحدد 5 حالات تمنع إيقاف المياه رغم عدم السداد
- تحذير من الأرصاد اليوم: أتربة وعوالق ترابية تخفض الرؤية في الباحة إلى 3 كلم
- براتب تنافسي.. مجموعة الفطيم تعلن عن وظائف إدارية شاغرة
- فرصة للباحثين عن عمل.. هيئة سدايا تعلن عن وظائف إدارية شاغرة
- رونالدو يثير الجدل ويوجه رسالة نارية إلى تين هاج.. ماذا قال؟