استشاري قلب: لا تنخدعوا بتريندات الفيتامينات مجهولة الفائدة

مكملات غذائية
كتب بواسطة: زهور النجار | نشر في 

أطلق الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، تحذيرًا صريحًا من بعض المنتجات الصحية التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، محذرًا من المكملات الغذائية والفيتامينات التي تتصدر قوائم الترند، وسط موجة من الادعاءات غير الدقيقة التي يروج لها البعض.

وقال النمر في منشور عبر منصة "إكس" إن هناك حاجة ملحة للحذر من تلك المكملات التي يتم تداولها على نطاق واسع بزعم أنها تطيل العمر، وتخفف من القلق، وتحسن جودة النوم، وتساعد على إطالة الشعر، مؤكدًا أن أغلب هذه الادعاءات لا تستند إلى أساس علمي واضح وقد تحمل في طياتها آثارًا جانبية خطرة.

وأكد أن الترويج لتلك المنتجات تحت عناوين طبية جذابة ومضللة قد يدفع البعض إلى استخدامها دون استشارة طبية، ما قد يتسبب في مضاعفات صحية قد تكون أشد خطورة من الحالات التي يسعى الأفراد لعلاجها من تلقاء أنفسهم دون متابعة مختصة.

واعتبر أن هذه الظاهرة باتت شائعة بشكل يثير القلق في الوسط الطبي، خصوصًا مع سهولة انتشار المحتوى الصحي الزائف على المنصات الرقمية، وتحقيقه لرواج واسع بين فئات متعددة من المستخدمين الذين ينجذبون لمحتوى التجميل والعافية.

وأضاف أن البعض ينجرف وراء عبارات التسويق الجذابة مثل "سر الشباب الأبدي" أو "المكمل المعجزة"، رغم أن الأدلة العلمية لا تدعم تلك الادعاءات، مؤكدًا أن المكملات ليست بديلًا عن العلاج الطبي المعتمد، وأن تناولها العشوائي قد يتداخل مع أدوية أخرى أو يؤدي إلى أضرار بالكبد والكلى.

ونبّه إلى أهمية أن تكون نصائح التغذية والمكملات نابعة من مصادر طبية موثوقة، وأن تخضع للمراجعة من قبل أطباء مختصين، محذرًا من التسرع في تجربة المنتجات لمجرد شهرتها أو تداولها الواسع على منصات التواصل.

وفي سياق طبي آخر، تطرّق الدكتور النمر إلى مسألة طبية دقيقة تتعلق بحياة النساء اللواتي أصبن سابقًا بجلطة قلبية ويعانين من ضعف في عضلة القلب، مشيرًا إلى أن قرار زواجهن لا يخضع لمجرد الرغبة الشخصية فقط بل يتوقف على ثلاثة عوامل طبية مهمة.

وأوضح أن العامل الأول يتمثل في درجة ضعف عضلة القلب، والتي تُعد مؤشرًا طبيًا رئيسًا في تحديد قدرة القلب على الاستجابة للضغوط اليومية، أما العامل الثاني فهو مدى قدرة المريضة على بذل مجهود بدني منتظم دون أعراض إجهاد حاد أو تدهور في الوظائف الحيوية.

وبيّن أن العامل الثالث الذي يجب أخذه بعين الاعتبار هو نوع الأدوية التي تتناولها المريضة، نظرًا لأن بعض العلاجات القلبية قد تتعارض مع الحمل أو تؤثر على الحالة النفسية والبدنية للمريضة خلال الحياة الزوجية.

وأكد النمر أن هذه العوامل لا تعني بالضرورة منع الزواج، لكنها تُعد مرجعًا طبيًا لاتخاذ القرار بناءً على رؤية متوازنة تجمع بين الرغبة الشخصية والحالة الصحية للمريضة، مشددًا على ضرورة استشارة طبيب القلب قبل اتخاذ أي خطوة مصيرية من هذا النوع.

وأشار إلى أن الزواج في هذه الحالات لا يكون محظورًا على الإطلاق، لكن يتطلب تقييمًا دقيقًا للحالة ومتابعة طبية مستمرة، وتفهمًا من الطرف الآخر لطبيعة المرض وتداعياته الصحية المحتملة في المستقبل.

ونبّه إلى أن بعض النساء قد يتعرضن لضغوط اجتماعية تدفعهن لاتخاذ قرارات سريعة دون إدراك طبي كامل لطبيعة حالتهن، مؤكدًا أن الحوار الصريح مع الطبيب وتوفير المعلومات الدقيقة قد يساهم في اتخاذ قرارات صحية وحياتية أكثر وعيًا.

ولفت إلى أن من المهم أن يكون هناك وعي مجتمعي بأهمية التقييم الطبي في مثل هذه المواقف، مع ضرورة احترام خصوصية الحالة الصحية لكل مريضة دون إطلاق أحكام مسبقة أو ضغوط نفسية.

واختتم الدكتور النمر تصريحاته بالتأكيد على أهمية تعزيز الثقافة الطبية لدى المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة والعلاجات المرتبطة بها، داعيًا الجميع إلى التثبت من مصدر المعلومة الطبية وعدم الانجرار خلف المحتوى الصحي المتداول دون تحقق.

وأكد أن صحة الفرد لا يمكن أن تُبنى على الشائعات أو التريندات، بل على أسس طبية وعلمية واضحة، محذرًا من أن تجاهل هذا المبدأ قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها على المستوى الشخصي والمجتمعي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية