ثورة في رعاية ذوي الإعاقة.. تجمع جازان الصحي يُطلق برنامجاً رائداً للكشف والتقييم الشامل!

في خطوة تعكس الالتزام المتجدد بتحسين جودة الرعاية الصحية في المملكة، فعّل تجمع جازان الصحي، بالتعاون مع جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، خدمات الفحص المبكر والتقييم الشامل للأطفال من ذوي الإعاقة، وذلك عبر برامج الصحة المدرسية التي تُعد أحد أذرع الرعاية الوقائية الأكثر أهمية في المرحلة العمرية المبكرة.
هذا التعاون يعكس توجهًا وطنيًا متكاملًا نحو تعزيز ممارسات الكشف المبكر، وتوفير الرعاية الصحية الشاملة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، كجزء من رؤية شاملة للارتقاء بصحة الفئات الأكثر حاجة إلى الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي،
وقد أكد التجمع أن هذه المبادرة تأتي ضمن تطبيق نموذج الرعاية الصحية الحديث، الذي يركّز على الوقاية قبل العلاج، والتدخل في الوقت المناسب، لضمان أعلى مستويات الجودة في الخدمات الطبية المقدمة.
البرنامج يهدف إلى تقديم رعاية صحية متكاملة تشمل التقييم الطبي والنفسي والاجتماعي، ما يتيح بناء ملفات صحية دقيقة وشخصية لكل طفل مستفيد، تساعد في وضع خطة علاجية مخصصة تناسب احتياجاته الفعلية.
ومن خلال هذه الخدمات، يتمكن الأطباء والاختصاصيون من رصد أي علامات تشير إلى تأخر في النمو أو اضطرابات صحية محتملة، ما يسمح بالتدخل المبكر وتقليل الأثر طويل المدى للإعاقة على الطفل وأسرته.
تُعد العيادات التخصصية جزءًا أساسيًا من هذا المشروع، حيث تتيح لأطفال الإعاقة الاستفادة من المتابعة الطبية المنتظمة، والدعم العلاجي والتأهيلي الذي يهدف إلى تحسين قدراتهم الحركية والنطقية والمعرفية.
وتحرص فرق العمل على دمج هذه الخدمات داخل البيئة المدرسية، بما يسهل الوصول إليها من قبل الأسر، ويقلل من عناء التنقل، ويوفر بيئة آمنة ومحفزة للأطفال للتفاعل مع الفحص الطبي دون قلق.
وقد أشادت جمعية الأطفال ذوي الإعاقة بجهود تجمع جازان الصحي، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس رؤية تشاركية فعالة بين القطاعين الصحي والخيري، ويعزز من فرص تطوير برامج الرعاية الشاملة.
ويأمل القائمون على المبادرة أن تسهم هذه الجهود في دعم الأهل ومقدمي الرعاية من خلال الإرشاد والتوعية، بما يُساعد في التعامل السليم مع حالات الإعاقة، ويوفر لهم الأدوات المناسبة لتمكين أطفالهم.
كما يُمثل المشروع خطوة مهمة في تحقيق العدالة الصحية، عبر إتاحة فرص متساوية للرعاية الطبية بغض النظر عن نوع الإعاقة أو الخلفية الاجتماعية، بما يعزز من شمولية النظام الصحي في المملكة.
ويأتي هذا المشروع ضمن حزمة من المبادرات الوطنية التي تستهدف تطوير نظام الرعاية للأطفال ذوي الإعاقة، وتحقيق التكامل مع بقية الخدمات التعليمية والاجتماعية والنفسية.
ومن المنتظر أن يتم تعميم هذا النموذج على بقية مناطق المملكة، وفق جدول زمني مدروس، يضمن استدامة البرنامج وتوسّع أثره الإيجابي ليشمل أكبر عدد من الأطفال وأسرهم.
كما تعمل الفرق الطبية المختصة على جمع بيانات ميدانية دقيقة لتقييم فعالية البرنامج، والاستفادة منها في تطوير البرامج والسياسات الوطنية الخاصة بالرعاية الصحية للأطفال ذوي الإعاقة.
ويحظى هذا التحرك بدعم مؤسساتي واسع، إذ يُمثّل ركيزة رئيسية في تعزيز جودة الحياة وتحقيق أهداف الصحة العامة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030