"أكون أو لا أكون".. الهلال في مهمة انتحارية أمام متصدر المجموعة لإنقاذ حلم التأهل

الهلال
كتب بواسطة: حسان الصائغ | نشر في 

الهلال السعودي يعيش لحظة فارقة في مشواره ببطولة كأس العالم للأندية، حيث يستعد لمواجهة مصيرية أمام نادي سالزبورغ النمساوي في الجولة الثانية من دور المجموعات، المباراة تأتي في توقيت حساس، والفريق يسعى بكل قوة لإنعاش آماله في التأهل، لكن الرياح لا تسير دائمًا بما تشتهي السفن.

الجماهير الزرقاء تُمني النفس بانتصار يعيد الفريق إلى دائرة المنافسة، بعد تعثره في المباراة الافتتاحية أمام ريال مدريد، الحظوظ لا تزال قائمة، لكن طريق التأهل يمر عبر بوابة سالزبورغ، الفريق المتصدر حاليًا والذي يدخل اللقاء بثقة عالية.

أزمة الهلال الحقيقية لا تكمن فقط في قوة الخصم، بل في الغيابات المؤثرة التي طالت صفوفه، لتُربك حسابات المدرب إنزاجي في أكثر اللحظات حرجًا، أربعة من أبرز الأسماء سيغيبون، وكل واحد منهم يمثل قطعة أساسية في التشكيلة الزرقاء.

الصدمة الأكبر تمثلت في غياب المهاجم ألكسندر ميتروفيتش، الذي لم يكتمل شفاؤه من الإصابة التي أبعدته عن اللقاء الأول، افتقاد هدّاف بحجمه قد يؤثر على فاعلية الهلال الهجومية، خاصة في ظل قوة الدفاع النمساوي المعروف بانضباطه.

كذلك، يغيب البرازيلي كايو سيزار، الذي كان يُعوّل عليه في إعطاء مرونة تكتيكية للخط الأمامي، إصابته تأتي لتعمّق الأزمة، وتُفقد الفريق أحد أوراقه الهجومية المهمة في ظل ندرة الحلول.

وعلى مستوى الأسماء المحلية، يفتقد الهلال لخدمات عبدالإله المالكي وياسر الشهراني، الثنائي الذي يملك خبرة كبيرة وقدرة على صناعة الفارق في مثل هذه المناسبات الدولية، جاهزيتهما البدنية لم تكتمل، ما دفع الجهاز الفني لاستبعادهما من الحسابات.

الغيابات تُلقي بظلالها على أجواء الفريق قبل اللقاء، وتجعل المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي في موقف لا يُحسد عليه، خياراته أصبحت محدودة، ومع ذلك يراهن على جاهزية باقي العناصر وروح الفريق لتعويض النقص.

الهلال يحتل المركز الثالث في المجموعة الثامنة بنقطة وحيدة، وهو نفس رصيد ريال مدريد صاحب المركز الثاني، فيما ينفرد سالزبورغ بالصدارة بثلاث نقاط، ويأتي باتشوكا في ذيل الترتيب دون رصيد.

الحسابات في المجموعة معقّدة، ولا مجال للتفريط في أي نقطة، خاصة وأن فارق الأهداف قد يلعب دورًا حاسمًا في ترتيب الفرق في ختام الجولة الثالثة، لذا، فالفوز على سالزبورغ لا يُعد رفاهية بل ضرورة قصوى.

الجمهور ينتظر رد فعل قوي من الفريق، وسط مخاوف من تأثير الغيابات على الانسجام داخل الملعب، الكل يترقب كيف سيُعيد إنزاجي ترتيب أوراقه، وهل سيُخرج من جعبته حلولًا غير متوقعة تُربك الخصم وتعيد الهلال إلى السكة الصحيحة.

ومن جهة أخرى، يسعى سالزبورغ لتأكيد تفوقه وتحقيق الفوز الثاني على التوالي، ما سيضعه على بعد خطوة من بلوغ الدور القادم، وهو ما يجعله يدخل المباراة بثقة وروح عالية، قد تُصعّب من مهمة الهلال أكثر.

المباراة تُقام فجر الإثنين 23 يونيو، في تمام الساعة الواحدة صباحًا بتوقيت القاهرة ومكة المكرمة، والثانية صباحًا بتوقيت أبوظبي، موعد قد لا يكون مناسبًا للجميع، لكنه بلا شك سيُبقي عيون الجماهير معلّقة بالشاشات.

الآمال لا تزال قائمة، والهلال يعرف كيف يتعامل مع المواقف الصعبة، لكن الأمر يحتاج إلى توازن بين الروح والانضباط، وبين الطموح والواقعية، فهل تنقلب المعطيات؟ أم يستمر الضغط على الأزرق في طريقه الصعب.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية