أسعار النفط ترتفع مجددًا وسط نذر التصعيد في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط في تعاملات اليوم مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية لموقف الولايات المتحدة حيال تطورات المشهد العسكري المتصاعد.
وسجّل خام برنت ارتفاعًا قدره 1.06 دولار، بنسبة 1.4% ليصل إلى 77.76 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.26 دولار، أو ما يعادل 1.7%، ليُتداول عند 76.40 دولارًا.
وتأتي هذه القفزة السعرية في وقت تزايدت فيه المخاوف من تعطل إمدادات النفط في ظل استمرار التصعيد في المنطقة، ما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة أثّرت فيها الجغرافيا السياسية بشكل مباشر على سوق الطاقة.
وكان خام برنت قد بلغ أعلى مستوياته منذ نحو خمسة أشهر عند 78.50 دولارًا للبرميل في 13 يونيو، وذلك بالتزامن مع اندلاع المواجهات العسكرية التي دخلت يومها السابع، وسط غياب أي بوادر للتهدئة.
ويعتقد خبراء في قطاع الطاقة أن استمرار التوترات من شأنه أن يرفع علاوة المخاطر الجيوسياسية على أسعار النفط، والتي تُعد واحدة من المحركات الرئيسة للأسواق في مثل هذه الظروف.
وفي هذا السياق، توقّع بنك استثماري عالمي أن تستمر علاوة المخاطر بنحو 10 دولارات للبرميل، مرجّحًا أن يتجاوز خام برنت حاجز 90 دولارًا في حال اتسعت رقعة الاضطرابات إلى مناطق إنتاج أو تصدير رئيسية.
وتُشير هذه التوقعات إلى حساسية السوق العالمية تجاه أي توتر إقليمي، خصوصًا في المناطق ذات التأثير الاستراتيجي على سلاسل الإمداد النفطي، وهو ما يجعل الأسعار رهينة للتطورات السياسية بقدر العوامل الاقتصادية.
من ناحية أخرى، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير، في خطوة متوقعة تأتي في إطار سياسته لمراقبة التضخم ودعم استقرار الاقتصاد.
لكن الأهم من قرار التثبيت هو التلميح إلى احتمالية خفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام الحالي، ما قد يعزّز الطلب على الطاقة من خلال دعم النشاط الاقتصادي العالمي وزيادة استهلاك الوقود.
وتُعد أسعار الفائدة الأمريكية من المؤثرات غير المباشرة في سوق النفط، حيث تؤثر على حركة الدولار وبالتالي على كلفة شراء الخام بالنسبة للمستثمرين في بقية دول العالم.
وتزامنت هذه التطورات مع صدور بيانات رسمية أمريكية أظهرت تراجعًا كبيرًا في مخزونات النفط الخام، وهو الانخفاض الأكبر منذ عام، ما شكّل دعمًا إضافيًا للأسعار في ظل توقعات بتضييق الفجوة بين العرض والطلب.
وتُعد بيانات المخزونات مؤشرًا حساسًا يعكس مستوى الاستهلاك المحلي ومستويات الإنتاج، ويأخذها المستثمرون كإشارة إلى اتجاه السوق سواء نحو التخمة أو الشح.
في هذا الإطار، يرى محللون أن تضافر العوامل الثلاثة التوترات الجيوسياسية، وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية، وتراجع المخزونات يُشكل خليطًا مثاليًا لارتفاع الأسعار على المدى القصير.
لكن في الوقت نفسه، لا تزال هناك عوامل تحد من الصعود السعري السريع، أبرزها المخاوف من تباطؤ اقتصادي في بعض الأسواق الكبرى، واستمرار إنتاج النفط من خارج "أوبك+" بمستويات مرتفعة.
- النفط يقفز لأعلى مستوى في أسبوعين بدعم أمريكي وجيوسياسي
- حساب المواطن يودع دعم يوليو في هذا الموعد... إليك التفاصيل الكاملة
- نيمار يعود للتدريبات استعدادًا لمواجهة العين في دوري أبطال آسيا
- وظائف إدارية شاغرة في هيئة الزكاة والضريبة والجمارك لحملة البكالوريوس
- استعدادات الهلال لمواجهة العين في دوري أبطال آسيا للنخبة