بلاغ خطير يجبر طائرة سعودية على تغيير مسارها في الأجواء الإندونيسية وسط حالة استنفار أمني

بلاغ خطير يجبر طائرة سعودية على تغيير مسارها في الأجواء الإندونيسية.
كتب بواسطة: حاتم الصهيب | نشر في 

في حادثة استثنائية أثارت حالة من الترقب والقلق، اضطرت طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية إلى تغيير مسار رحلتها خلال تحليقها في الأجواء الإندونيسية، بعد تلقيها بلاغًا أمنياً يُشتبه من خلاله بوجود تهديد جدي يتعلق بوجود قنبلة على متن الطائرة، الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات فورية لحماية الركاب والطواقم الجوية.

يذكر أن الرحلة التي كانت تحمل الرقم SV5276، قد غادرت مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، متجهة نحو العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وعلى متنها 442 راكباً من جنسيات مختلفة، بينهم 207 رجال و235 امرأة، في رحلة اعتيادية كان يُفترض أن تنتهي بسلاسة في مطار جاكرتا الدولي، لولا البلاغ الذي قلب مجريات الرحلة رأسًا على عقب.

وبحسب المعلومات الأولية التي صدرت عن الجهات الرسمية، فقد ورد بلاغ أمني تم استقباله عبر البريد الإلكتروني يفيد بوجود قنبلة على متن الطائرة، وهو ما دفع السلطات المختصة إلى التعامل مع البلاغ بأقصى درجات الجدية والحذر، خاصة في ظل حساسية الموقف وعدد الركاب الكبير.

وفي هذا السياق، أكد المهندس عبدالله الشهراني، المدير العام للاتصال المؤسسي في الخطوط الجوية السعودية، أن الشركة تعاملت مع البلاغ فور وروده، بالتنسيق مع السلطات الإندونيسية، واتخذت قرارًا عاجلاً بتحويل مسار الرحلة إلى مطار كوالانامو الدولي بمدينة ميدان، الواقعة شمال جزيرة سومطرة الإندونيسية.

وأضاف الشهراني أن الهدف الأول والأخير للخطوط السعودية هو الحفاظ على سلامة الركاب والطواقم الجوية، مشيرًا إلى أن قرار تغيير المسار لم يكن سهلاً، لكنه كان الخيار الأمثل بناءً على المعلومات الأمنية المتوفرة في تلك اللحظة، وعلى ضوء التقييمات المشتركة مع الجهات المختصة في الدولة المستقبلة.

وقد هبطت الطائرة بالفعل في مطار كوالانامو وسط استنفار أمني شديد، حيث تم إخلاء جميع الركاب وأفراد الطاقم بسلام وبطريقة منظمة، مع الحرص على اتباع البروتوكولات الأمنية المعتمدة في مثل هذه الحالات، لضمان الحد من أي مخاطر محتملة أثناء عملية الإخلاء.

وبعد إخلاء الطائرة، باشرت فرق الأمن والمختصون في تفتيش الطائرة باستخدام أحدث التقنيات المتوفرة للكشف عن المتفجرات أو المواد الخطرة، فيما تم نقل الركاب إلى صالات المطار المخصصة لحالات الطوارئ، حيث قدمت لهم السلطات المحلية الرعاية اللازمة، إلى حين التأكد من زوال الخطر.

وجاءت نتائج الفحص لتؤكد سلامة الطائرة وخلوها من أي تهديد فعلي، حيث لم يتم العثور على أي قنبلة أو مواد مشبوهة داخل الطائرة أو ضمن أمتعة الركاب، مما دفع السلطات إلى اعتبار الحادثة بلاغًا كاذبًا، يجري حاليًا تتبع مصدره للتحقق من ملابساته والجهة التي تقف وراءه.

وقد أثارت الحادثة اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر كثيرون عن قلقهم من تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تؤدي إلى إرباك حركة الطيران وتعطيل مصالح المسافرين، فضلًا عن التبعات النفسية التي قد يخلفها هذا النوع من التهديدات على الركاب.

ويُشار إلى أن قوانين الطيران المدني الدولية تفرض إجراءات صارمة في حال وجود أي بلاغ يتعلق بسلامة الطائرات، حيث تُمنح الشركات الجوية والسلطات الأمنية حق التصرف الكامل في تغيير المسار، أو الهبوط الاضطراري، دون انتظار تأكيد فوري لصحة التهديد، وذلك تجنبًا لأي احتمالات كارثية.

ويأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه المنطقة الإندونيسية حركة جوية نشطة، لاسيما مع اقتراب مواسم العطلات، حيث تزداد الرحلات بين دول الخليج وجنوب شرق آسيا، الأمر الذي يضاعف من أهمية الاستعداد الأمني والقدرة على التعامل السريع مع أي طارئ محتمل.

وفي ظل خلو الطائرة من أي تهديد فعلي، تتجه التحقيقات الحالية نحو تتبع مصدر البريد الإلكتروني الذي ورد منه البلاغ، وهو ما يتطلب تعاونًا بين عدة جهات أمنية، نظرًا للطابع العابر للحدود في مثل هذه الجرائم الإلكترونية، والتي تُصنف ضمن التهديدات الجنائية الدولية.

ومن جهتها، أكدت الخطوط الجوية السعودية أنها تواصلت مع جميع الركاب لطمأنتهم وتقديم الدعم اللازم لهم، كما وفرت خيارات مواصلة السفر أو العودة وفق رغبة كل راكب، مع التأكيد على حرص الشركة الكامل على سلامة ضيوفها وتقديم أفضل المعايير في إدارة الأزمات.

وفي الوقت الذي لم تُصدر فيه السلطات الإندونيسية بيانًا رسميًا مفصلًا حول الجهة المحتملة التي قد تكون وراء البلاغ، فإن التحقيقات مستمرة في سرية تامة، وسط دعوات إلى تشديد العقوبات على من يثبت تورطهم في إثارة الرعب عبر بلاغات كاذبة تمس سلامة الطيران.

وتؤكد هذه الواقعة على أهمية وجود خطط طوارئ محكمة لدى شركات الطيران الكبرى، كما تسلط الضوء على كفاءة الاستجابة السريعة التي أظهرتها الخطوط السعودية، والاحترافية في اتخاذ القرار المناسب في لحظة حرجة، مما ساهم في تفادي أزمة حقيقية كادت أن تُعرض حياة المئات للخطر.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية