الأرصاد السعودية تحذر .. حرارة تقارب الـ50 ورياح مثيرة للغبار تضرب عدة مناطق

حرارة تقارب الـ50 ورياح مثيرة للغبار تضرب عدة مناطق.
كتب بواسطة: صلاح الأحمر | نشر في 

في مشهدٍ جوي حاد يشير إلى ذروة الصيف في المملكة، أصدر المركز الوطني للأرصاد صباح اليوم الثلاثاء سلسلة من التنبيهات الجوية شملت ست مناطق مختلفة، وذلك نتيجة تقلبات مناخية عنيفة تتراوح بين ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، ونشاط في الرياح السطحية المحمّلة بالغبار، ما تسبب في تدني مدى الرؤية الأفقية في عدة مواقع حيوية.

وتنذر المؤشرات الجوية التي صدرت من المركز بيوم شديد الحرارة والغبار، خاصة في المنطقة الشرقية التي سجلت أعلى درجات حرارة متوقعة في البلاد.

حيث رُفع مستوى الإنذار إلى اللون البرتقالي في بعض المناطق، وهو مؤشر على حالة مناخية عالية الخطورة تستدعي الحذر، وخصوصًا عند الخروج في ساعات الذروة نهارًا.

ففي المنطقة الشرقية كانت العديد وذعبلوتن على رأس القائمة، حيث يُتوقع أن تصل درجات الحرارة فيهما إلى ما بين 49 و50 درجة مئوية، بدءًا من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى الخامسة مساءً.

وهذه الأرقام تعكس اقترابًا واضحًا من أقصى ما يمكن أن يتحمله الإنسان والبيئة، وسط تحذيرات بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس.

كما لم تسلم محافظات الأحساء وبقيق من موجة الحر، حيث صدرت تنبيهات باللون الأصفر تُشير إلى حرارة تتراوح بين 47 و48 درجة مئوية، فضلًا عن تأثيرات جانبية من رياح مثيرة للأتربة تؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية بين 3 و5 كيلومترات، مما يزيد من صعوبة الحركة خصوصًا على الطرق السريعة.

وفي قلب المملكة، لم تكن منطقة الرياض بمنأى عن التأثر، حيث شملت التنبيهات الأصفر كلًا من الأفلاج والخرج والسليل، بتوقعات لدرجات حرارة مرتفعة تلامس الـ48 مئوية خلال الفترة ما بين الحادية عشرة صباحًا والخامسة مساءً، هذه المناطق تشهد بطبيعتها حرارة مرتفعة في الصيف، إلا أن اليوم يمثل إحدى الذروات المتطرفة بحسب وصف الأرصاد.

أما منطقة مكة المكرمة، فقد كانت الرياح المثيرة للغبار هي العنوان الأبرز لهذا اليوم، إذ سُجلت تأثيرات واضحة في محافظات الشعيبة، الليث، القنفذة، الخرمة، المويه، تربة، ورنية، حيث أدت الرياح النشطة إلى تقليل مدى الرؤية الأفقية إلى نحو كيلومتر واحد في بعض الأوقات، وهو رقم ينذر بخطر على مستخدمي الطرق من سائقي المركبات والشاحنات.

وفي المدينة المنورة، لم يكن الوضع أقل حدة، حيث اجتاحت رياح قوية مناطق بدر، وادي الفرع، ينبع، والرايس، بسرعة وصلت إلى 49 كيلومترًا في الساعة، مما تسبّب في موجات من الأتربة التي أثرت على الحياة اليومية، وسط توقعات باستمرار هذه الحالة حتى الساعة السابعة مساءً.

وعلى مستوى منطقة عسير، سجلت مواقع متعددة رياحًا نشطة مشابهة، شملت البرك، القحمة، بيشة، تثليث، طريب، الأمواه، والعرين، بسرعة تراوحت بين 40 و49 كيلومترًا في الساعة، وترافقت هذه الرياح مع مؤشرات على تراجع مدى الرؤية بشكل كبير مع استمرار تأثيرات الغبار حتى ساعات المساء.

وكانت منطقة نجران آخر المناطق المتأثرة وفق تنبيهات المركز الوطني للأرصاد، حيث شهدت محافظات نجران، بدر الجنوب، خباش، يدمة، حبونا، وثار موجة من الرياح المحمّلة بالغبار، مما نتج عنه انخفاض في مدى الرؤية الأفقية إلى نحو 3 كيلومترات، في ظروف وصفها المتابعون بأنها شديدة القسوة بالنسبة للسكان والسائقين على حد سواء.

وتأتي هذه الموجة الجوية ضمن سلسلة من التغيرات المناخية التي تشهدها المملكة بشكل متكرر خلال فصل الصيف، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في العديد من المناطق، ترافقها موجات من الغبار تؤثر على الأنشطة اليومية، وتُشكل تهديدًا للصحة العامة، خاصة لمرضى الربو وكبار السن.

وكانت الجهات المعنية قد شددت في وقت سابق على أهمية اتباع إرشادات السلامة خلال هذه الفترات، من بينها تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، والحرص على استخدام الكمامات للوقاية من الغبار، وعدم ممارسة الأنشطة الخارجية قدر الإمكان، فضلًا عن متابعة النشرات الجوية بشكل مستمر.

ويعزو خبراء الأرصاد هذه التقلبات الحادة إلى تأثير منخفضات جوية حرارية تتزامن مع نشاط في التيارات الهوائية الساخنة القادمة من الجنوب، مما يؤدي إلى اندفاع كتل غبارية كثيفة تغطي مساحات واسعة من المملكة، هذه العوامل المناخية لا تؤثر فقط على الطقس، بل تنعكس أيضًا على قطاعات النقل، الصحة، والزراعة.

ومن جهة أخرى، لا تزال فرق الطوارئ والاستجابة السريعة في حالة استعداد لمواجهة أي طارئ ناتج عن هذه الظروف، خاصة في المناطق التي تتكرر فيها الحوادث المرورية نتيجة تدني الرؤية، أو تتزايد فيها البلاغات الصحية المرتبطة بضربات الشمس أو الاختناق بالغبار.

وتأتي هذه التطورات في ظل موسم صيفي طويل يشهد ارتفاعًا متزايدًا في درجات الحرارة عامًا بعد عام، ما يُعيد طرح تساؤلات حول التغير المناخي وأثره المباشر على المنطقة، ويدفع نحو المزيد من التوعية المجتمعية بطرق التكيف مع مثل هذه الظواهر الجوية المتطرفة.

وفي الوقت ذاته، يتابع المواطنون والمقيمون نشرات الأرصاد باهتمام بالغ، في محاولة للتخطيط لأعمالهم اليومية وتجنب المخاطر، وسط مطالبات بمزيد من الحملات التوعوية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر وتطبيقاتها الذكية لتصل التنبيهات في الوقت المناسب.

وفي ظل هذه الظروف، يتجدّد التحدي في كيفية التكيّف مع بيئة تتجه نحو مزيد من القسوة في طقسها، ما يضع المسؤولية على الأفراد والمجتمع والمؤسسات لمواجهة تأثيرات مناخية يبدو أنها لن تكون استثناءً في مستقبل المنطقة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية