متحف أبو بكر العمودي.. وجهة تراثية تُعرّف ضيوف الرحمن بتاريخ مكة

مكة المكرمة
كتب بواسطة: صهيب بن جابر | نشر في 

سلّطت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الضوء على متحف أبو بكر العمودي بوصفه نافذة حضارية فريدة تُطل على تراث العاصمة المقدسة، إذ يحتضن المتحف بين جدرانه آلاف المقتنيات الشعبية النادرة التي تتجاوز أعمارها عشرات السنين، وتروي تفاصيل غنية عن الحياة الاجتماعية والثقافية في مكة المكرمة عبر مختلف العصور.

وجاء في منشور للهيئة على صفحتها الرسمية في منصة "إكس" أن المتحف يُعد محطة ثقافية مهمة يمكن لضيوف الرحمن زيارتها أثناء وجودهم في مكة المكرمة، ضمن تجربة متكاملة تتيح لهم التعرف على الأبعاد الحضارية والتاريخية للمدينة التي تحتضن أقدس بقاع الأرض.

وأكدت الهيئة أن هذه الزيارة ليست مجرد جولة داخل متحف، بل هي رحلة عبر الزمن، يتلمس فيها الزائر ملامح الأصالة والهوية المكية من خلال معروضات تُجسّد التراث المحلي بكل تفاصيله.

ويتميز متحف أبو بكر العمودي بتصميمه المعماري الذي يحاكي طراز القصور والقلاع القديمة، بما يعكس بيئة الحجاز العمرانية في الماضي، ويعزز الشعور بالعودة إلى الأزمنة التي ارتبطت فيها مكة بحكايات الحجاج والتجار والسكان الأصليين.

ويقع المتحف على مساحة تبلغ نحو 2000 متر مربع، ويضم ما يقارب 15,000 قطعة أثرية وتراثية نادرة، تُعرض بطريقة تفاعلية تُراعي التوثيق البصري، والسرد القصصي، وتُحفز الزائر على التفاعل مع الموروث.

وتعود أقدم القطع المعروضة في المتحف إلى نحو 150 عامًا، ما يمنحه قيمة توثيقية كبيرة، حيث تشمل مقتنياته أدوات منزلية تقليدية، ومشغولات يدوية، وأسلحة قديمة، وقطع أثاث، وعملات، وملبوسات تراثية، فضلًا عن وثائق وصور ومخطوطات تُمثل فصولًا من تاريخ المدينة المقدسة.

وتُعطي هذه المعروضات صورة شاملة عن طبيعة الحياة في مكة، وتبرز ملامح التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي شهدته المدينة.

ويُعد المتحف أيضًا مبادرة شخصية وثقافية تعبّر عن شغف واقتناع صاحب المتحف، العم أبو بكر العمودي، بأهمية حفظ التراث الشعبي، وهو ما انعكس في حرصه على اقتناء كل ما يمكنه أن يُخلد ماضي مكة ويُقدمه للأجيال بطريقة مبسطة وعميقة في آنٍ واحد.

وتُعد هذه الجهود امتدادًا لرؤية المملكة 2030 التي تولي أهمية خاصة لحفظ التراث الثقافي، وتعزيز الهوية الوطنية، ودعم المتاحف الخاصة كجزء من المشهد الثقافي الوطني.

وتشجع الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عبر دعمها لهذا المتحف وغيره من المبادرات الثقافية، على دمج البُعد التراثي ضمن تجربة ضيوف الرحمن، وذلك من منطلق أن الحج والعمرة لا يقتصران على أداء الشعائر فقط، بل يمكن أن يتضمنا تجارب معرفية وروحية تُمكّن الزائر من فهم أعمق لثقافة المكان وأهله.

وتمثل هذه الدعوة الرسمية لزيارة متحف أبو بكر العمودي توجّهًا عامًا نحو إبراز المقومات الثقافية والحضارية التي تتمتع بها مكة المكرمة، في سياق سعي المملكة لتحويل المدن المقدسة إلى وجهات متكاملة روحياً وثقافياً.

فالمتاحف الشعبية والمبادرات التراثية تشكل جسورًا تربط الماضي بالحاضر، وتُسهم في تنمية وعي الزوار بالحضارات التي مرّت من هنا وشاركت في تشكيل هوية هذه الأرض المباركة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية