وداعًا لحمل الحقائب أثناء الطواف: "عناية شؤون الحرمين" توفر خدمة مبتكرة للحجاج

كتب بواسطة: فادية حكيم | نشر في

في خطوةٍ نوعية تهدف إلى تعزيز تجربة الحاج وتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن توفير خدمة حفظ الأمتعة لحجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج الجاري، ويأتي هذا الإجراء ضمن منظومة متكاملة من الخدمات اللوجستية والتنظيمية التي تهدف إلى تيسير أداء المناسك بأمان وطمأنينة، دون أن يُثقل الحاج بحمل أمتعته أثناء الطواف أو السعي أو الوقوف في طوابير التفتيش والدخول والخروج من الحرم المكي.

وأوضحت الهيئة، في بيان رسمي، أن خدمة حفظ الأمتعة أصبحت متاحة عبر أربعة مراكز رئيسية موزعة بشكل استراتيجي داخل الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، إضافة إلى سبع نقاط استلام تقع عند الأبواب الرئيسية للمسجد، مما يتيح للحجاج خيارات مرنة وسريعة للتعامل مع أمتعتهم قبل دخولهم إلى الحرم.

وتشمل هذه المراكز: الساحة الغربية خلف دورات المياه رقم (6)، شارع أجياد بجوار دورات المياه رقم (1)، مركز العناية بالضيوف في الساحة الغربية، الساحة الشرقية بجوار مكتبة مكة المكرمة.

وتعمل هذه المراكز على مدار الساعة طوال موسم الحج، لتلبية احتياجات الحجاج في أي وقت، ولتفادي الازدحام وضمان الانسيابية في تسليم واستلام الأمتعة.

وقد استعرضت الهيئة الإجراءات المتبعة في تقديم هذه الخدمة، حيث تبدأ العملية من خلال تفتيش الأمتعة وتسجيلها إلكترونيًا، ثم يتم إصدار سوار خاص لكل حاج يُدوّن عليه رمز تعريفي إلكتروني يحتوي على بياناته المرتبطة بالحقيبة أو الأمتعة التي تم تسليمها.

بعد ذلك، تُحفظ الأمتعة في أرفف مخصصة مزوّدة بأنظمة أمنية متقدمة، تشمل كاميرات مراقبة على مدار الساعة ونظام رقمي لتحديد مواقع الحقائب وتسهيل استرجاعها بسرعة ودقة، عند طلب الحاج استلامها.

وتعتمد الخدمة على مطابقة دقيقة للبيانات عند تسليم الأمتعة واستلامها، باستخدام تقنية مسح الرمز الإلكتروني والتحقق من معلومات الحاج لتفادي أي أخطاء أو حالات فقدان، وهو ما يعكس التزام الهيئة بأعلى معايير الأمان والتنظيم في إدارة حركة الأمتعة داخل محيط المسجد الحرام.

وتُعد هذه الخدمة امتدادًا للجهود التي تبذلها حكومة المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في خدمة ضيوف الرحمن، ورفع كفاءة التشغيل والخدمات داخل الحرمين الشريفين، عبر تبني تقنيات حديثة وتحسين البنية التحتية واللوجستية.

كما تتكامل هذه الخدمة مع مشاريع التطوير الشامل في الحرم المكي، والتي تتضمن إدارة الحشود، وتنظيم الدخول والخروج، وتوفير وسائل التنقل والمساعدة، بما يعزز من قدرة المسجد الحرام على استيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج عامًا بعد عام.

ومن جانبه، ثمّن عدد من الحجاج هذه الخدمة الجديدة، معتبرين أنها تعكس حرص المملكة على توفير بيئة عبادة مريحة وآمنة، بعيدًا عن مشقة حمل الأمتعة أو القلق من فقدانها أو سرقتها، وقال أحد الحجاج من إندونيسيا: "لقد كانت تجربة متميزة، سلّمت حقيبتي بسهولة واستلمتها في أقل من دقيقة، التنظيم رائع، وكل شيء يسير بسلاسة".

وأضاف حاج من المغرب: "أشعر براحة نفسية كبيرة وأنا أؤدي مناسكي دون أن أُثقل بالأمتعة، الخدمة رائعة وتُظهر تطور الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام".

وتأتي هذه الخدمة في ظل استعدادات موسعة يشهدها موسم الحج هذا العام، حيث تشير التقديرات إلى توافد ملايين الحجاج من مختلف دول العالم، بعد سنوات من تقليص الأعداد نتيجة جائحة كورونا، ومن هنا، فإن تقديم خدمات تسهم في تخفيف الازدحام وتقليل المجهود البدني على الحجاج يُعد من الركائز الأساسية لإنجاح الموسم.

وأكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنها مستمرة في تطوير خدماتها الرقمية واللوجستية، عبر توظيف الذكاء الاصطناعي وأنظمة التتبع الذكية، لضمان تجربة دينية وروحية ميسّرة للحجاج والمعتمرين.

ويأتي ذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع جودة الخدمات المقدمة في قطاع الحج والعمرة، وتيسير رحلة الضيف من الوصول إلى مغادرة الأراضي المقدسة.

وبهذه الخدمة الجديدة، تثبت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين حرصها على تطبيق أعلى المعايير في تسهيل مناسك الحج وتقديم حلول مبتكرة للحجاج، بما يضمن أمنهم وراحتهم وطمأنينتهم، ويبدو أن موسم الحج هذا العام يشهد نقلة نوعية في الخدمات المقدمة، ومن المؤكد أن هذه المبادرات سيكون لها أثر إيجابي كبير على تجربة الحاج من لحظة دخوله إلى مكة المكرمة وحتى مغادرته بعد أداء نسكه.

اقرأ ايضاً