تحذير من "الأرصاد": طقس شديد الحرارة في مكة والمشاعر هذا الأسبوع

كتب بواسطة: زكريا الحاج | نشر في

حذّر المتحدث الرسمي باسم المركز الوطني للأرصاد، حسين القحطاني، من ارتفاع ملموس في درجات الحرارة بالمشاعر المقدسة خلال الأيام المقبلة، لافتًا إلى أن درجة الحرارة قد تصل إلى 47 درجة مئوية وقت الظهيرة، وهي مستويات مرتفعة تستدعي الحذر، خاصة مع اقتراب موسم الحج وبدء توافد الحجاج إلى مكة المكرمة والمشاعر.

وخلال حديثه لقناة "الإخبارية" اليوم الإثنين، أوضح القحطاني أن التوقعات تشير إلى استمرار الطقس شديد الحرارة في مناطق المشاعر المقدسة، مع إمكانية أن تتجاوز درجات الحرارة معدلاتها الموسمية المعتادة في بعض الأيام، خصوصًا خلال فترة ما بعد الظهيرة، مما يُحتّم على الجهات المعنية اتخاذ ما يلزم من إجراءات توعوية وتنظيمية لضمان سلامة الحجاج، وكذلك دعوة الحجاج إلى اتباع الإرشادات الصحية وتجنّب التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة.

وفيما يتعلق بحالة الرياح، أشار القحطاني إلى أنها ستكون نشطة نسبيًا بعد الظهر، ولكنها ليست عالية أو مؤثرة بشكل كبير على الأجواء العامة، مبينًا أنه لا توجد مؤشرات حالية على حدوث ظواهر جوية حادة أو غير معتادة في المشاعر خلال الأيام القليلة القادمة، مما يعني أن السمة الغالبة ستكون شدة الحرارة فقط دون عواصف أو أمطار.

تأتي هذه التصريحات في وقت تتسارع فيه الاستعدادات لموسم الحج في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وسط جهود مكثفة من مختلف القطاعات الحكومية لتأمين الخدمات الصحية والميدانية للحجاج، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تتطلب خططًا مدروسة للتعامل مع الإجهاد الحراري وضربات الشمس.

وتُعد درجات الحرارة التي تتجاوز 45 درجة مئوية مصدر قلق صحي كبير، حيث يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل ضربات الشمس، والجفاف، والإعياء الحراري، خصوصًا مع المجهود البدني الذي يبذله الحاج أثناء أداء المناسك، ما يستوجب الالتزام بالإرشادات الصادرة من وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى.

ويُشار إلى أن الجهات الرسمية قد أطلقت في وقت سابق حملات توعوية موسّعة تدعو الحجاج إلى استخدام المظلات الواقية من الشمس، والإكثار من شرب المياه، وتجنّب السير تحت الشمس المباشرة في فترات الذروة، وذلك ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى حج صحي وآمن رغم التحديات المناخية المتوقعة هذا العام.

كما أن البنية التحتية الحديثة التي وفّرتها المملكة في المشاعر المقدسة، مثل ممرات التكييف، وخيم العزل الحراري، وخدمات النقل المبرّد، تُعد من العوامل المساندة لتقليل تأثير ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب الجهود الصحية المتواصلة لتوفير خدمات الطوارئ والإسعاف الفوري عند الحاجة.

ومن المتوقع أن تواصل الجهات المختصة في المركز الوطني للأرصاد إصدار نشراتها بشكل يومي ودقيق، لمتابعة الأحوال الجوية والتقلبات المناخية التي قد تطرأ، وتزويد الجهات التنفيذية والقطاعات الخدمية بالمعلومات اللازمة لتفعيل خطط الطوارئ إن استدعى الأمر.

يبقى ارتفاع درجات الحرارة هذا العام تحديًا جديدًا في موسم الحج، إلا أن المملكة بخبرتها الطويلة في إدارة الحشود وظروف الطقس القاسية، تبدو مستعدة لتأمين موسم ناجح وآمن لضيوف الرحمن، يُحقق فيه الحاج راحته وسلامته الروحية والجسدية على حد سواء.

اقرأ ايضاً