مكة تحت المجهر الطبي: الهلال الأحمر يدفع بخطة تموين إسعافية لحماية الحجاج

الهلال الأحمر يدفع بخطة تموين إسعافية لحماية الحجاج.
كتب بواسطة: زكريا الحاج | نشر في 

في إطار الاستعدادات المكثفة لموسم حج 1446هـ، أعلنت هيئة الهلال الأحمر السعودي عن استكمال تجهيزاتها الطبية الميدانية عبر تأمين أكثر من 14.5 مليون قطعة طبية ومستهلكة تموينية وأدوية، موزعة بعناية لتغطية احتياجات مشعر منى ومزدلفة والحرم المكي وكافة مواقع تمركز الفرق الإسعافية في العاصمة المقدسة.

وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود الوطنية المتواصلة لتأمين خدمات الرعاية الطارئة لحجاج بيت الله الحرام، ضمن منظومة صحية متكاملة تعمل وفق أعلى معايير الجاهزية والاستجابة السريعة، وتُعد امتدادًا لنهج المملكة في تقديم أرقى مستويات العناية بضيوف الرحمن، انطلاقًا من مسؤوليتها الإسلامية والإنسانية.

ووفقًا لما أعلنته الهيئة، فقد تم تجهيز أكثر من 7500 صندوق من المستهلكات الطبية والأدوية، موزعة على ثلاث فئات رئيسية، بما يشمل ما يزيد عن مليوني قطعة طبية، جرى إعدادها بعناية لتغطية متطلبات سيارات الإسعاف والآليات الميدانية والحقائب الطبية المنتشرة في مختلف النقاط الحيوية.

وقد تسلمت الفرق الإسعافية هذه الصناديق المجهزة من وحدة الإمداد والتجهيز الطبي، ليتم تفريغها مباشرة داخل مركبات الإسعاف، بما يضمن سرعة الوصول إلى الأدوات والمستلزمات عند التعامل مع الحالات الإسعافية في المواقع المزدحمة أو الطارئة.

وفي خطوة تعزز من سرعة الاستجابة، تم نشر ثلاث آليات متنقلة من نوع "سند" في الحرم المكي والمشاعر المقدسة، محمّلة بأكثر من 30 ألف قطعة طبية، لتكون على استعداد دائم لدعم الفرق الميدانية في حالات الطوارئ، خاصة في أوقات الذروة التي تشهد كثافة بشرية عالية.

كما شملت الاستعدادات توزيع أكثر من 200 ألف قطعة طبية في مواقع الخزن الاستراتيجي في مشعري منى ومزدلفة، تمثل جزءًا من الاحتياطي الطبي الإجمالي للهيئة الذي بلغ أكثر من 12.5 مليون قطعة طبية ودواء، منها ما يزيد على 500 ألف وحدة دوائية موزعة بعناية على ثلاث نقاط استراتيجية رئيسية داخل مكة المكرمة.

ووفقًا للتفاصيل التي نشرتها الهيئة، فإن صناديق المستهلكات الطبية -بأنواعها الثلاثة- مصممة لتلبية احتياجات واسعة، حيث يمكنها التعامل مع 20 إلى 30 حالة طارئة عادية، و15 إلى 20 حالة حرجة، بما يوفر دعمًا متواصلًا للفرق الميدانية في التعامل مع مختلف الحالات الصحية التي قد تطرأ خلال تنقل الحجاج بين المشاعر أو أثناء أداء المناسك.

وتمتاز سيارات الإسعاف المجهزة حديثًا بوجود أجهزة الصدمات الكهربائية، وأجهزة قياس العلامات الحيوية، وأسطوانات الأوكسجين، بالإضافة إلى أجهزة شفط السوائل والجبائر العنقية والألواح الخشبية لتثبيت الأطراف، ما يجعل من كل مركبة وحدة طبية متكاملة متحركة.

وتُعد وحدة الإمداد والتجهيز الطبي في الهلال الأحمر الذراع اللوجستي الطبي الأساسي للهيئة خلال موسم الحج، إذ تضطلع بمهمة تقدير الكميات اللازمة من الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوفيرها وضمان توصيلها للفرق الميدانية بالكفاءة والسرعة المطلوبة.

ويُعد هذا الاستعداد جزءًا لا يتجزأ من خطة الطوارئ الشاملة التي وضعتها الهيئة لهذا الموسم، والتي تشمل التكامل مع الجهات الصحية الأخرى، وتحديث قاعدة البيانات الطبية يوميًا وفقًا للحالات المرصودة، بالإضافة إلى تتبع الاستهلاك الفعلي للمستلزمات في كل نقطة إسعافية لتفادي أي نقص محتمل.

وتأتي هذه التجهيزات ضمن الرؤية السعودية الشاملة لتطوير منظومة الحج والارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة لضيوف الرحمن، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تضع في صلب أهدافها تعزيز استدامة وجودة الخدمات الصحية في مواسم الحج، وتحقيق تجربة حج آمنة وميسّرة وخالية من المشكلات الطارئة قدر الإمكان.

ويؤكد هذا المستوى من الاستعدادات أن الهلال الأحمر السعودي ماضٍ في تطوير بنيته التحتية الطبية واللوجستية، مستندًا إلى خبرات تراكمية وتجارب سابقة، ودعم لا محدود من القيادة الرشيدة التي تولي سلامة الحجاج أولوية قصوى.

وفي كل موسم، تثبت المملكة قدرتها الاستثنائية على إدارة حشود بالملايين بفاعلية وإنسانية، إذ لا تقتصر الاستجابة على مجرد تقديم الرعاية الطبية، بل تمتد إلى توفير بيئة متكاملة وآمنة تُعزز من راحة الحجاج وتمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية