"وداع النمر الصلب": عبدالإله العمري يخوض آخر معاركه بقميص الاتحاد في ليلة التتويج

كتب بواسطة: زكريا الحاج | نشر في

في أجواء مفعمة بالمشاعر والتصفيق، يستعد جمهور نادي الاتحاد لتوديع أحد أبرز نجوم الفريق في الموسم الحالي، المدافع عبدالإله العمري، وذلك خلال المواجهة المرتقبة مساء اليوم أمام القادسية في نهائي بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، التي تعدّ أرفع البطولات على الساحة السعودية.

وتُعد هذه المباراة الحدث الأخير للاعب عبدالإله العمري بقميص الاتحاد، حيث من المقرر أن ينتهي عقد إعارته من نادي النصر بنهاية يونيو المقبل، بعد موسم واحد قضاه داخل أسوار "العميد"، تألق فيه وكان أحد أعمدة الفريق الدفاعية.

جماهير الاتحاد، المعروفة بولائها وشغفها الكبير، بدأت تودع العمري فعليًا مع اقتراب انطلاق صافرة المواجهة النهائية أمام القادسية، إذ يعتبر اللقاء بمثابة "المشهد الأخير" للاعب الذي قدم أداءً لافتًا طيلة الموسم، وأسهم في تعزيز الخط الخلفي للفريق، وأسهم بشكل مباشر في تتويجه بلقب دوري روشن للمحترفين، قبل أن تنتهي رحلته مع الفريق الجداوي.

وعلى الرغم من رغبة إدارة نادي الاتحاد في الإبقاء على العمري، ومحاولاتها الحثيثة لشراء ما تبقى من عقده مع نادي النصر، فإن المفاوضات لم تكلل بالنجاح، حيث أبدت إدارة "العالمي" تمسكًا كاملًا باستعادة خدمات اللاعب، وأغلقت الباب أمام أي عروض، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة من داخل الناديين.

وقد استطاع عبدالإله العمري منذ انضمامه إلى الاتحاد على سبيل الإعارة، أن يكسب ثقة الجهاز الفني بقيادة المدير الفني البرتغالي نونو سانتو، وفرض نفسه كلاعب أساسي في التشكيلة الاتحادية، خصوصًا بعد إصابة بعض العناصر الدفاعية وتراجع مستوى آخرين.

وقدّم العمري موسمًا مميزًا بأداء ثابت ومساهمات حاسمة، جعلت من اسمه حديث جماهير النادي ومحللي الأداء الفني، وأصبح أحد اللاعبين الذين يُعوّل عليهم كثيرًا في المباريات الكبرى.

وقد لفت هذا التألق انتباه إدارة نادي النصر، التي رأت في العمري الحل الأمثل لسد الفجوة الدفاعية التي خلّفها خروج المدافع علي لاجامي إلى الهلال خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.

ومن جهته، يستعد نادي النصر لاستعادة عبدالإله العمري إلى صفوفه، في وقت يبحث فيه عن إعادة ترتيب أوراقه الفنية بعد موسم خالٍ من البطولات، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.

واحتل النصر المركز الثالث في دوري روشن السعودي للمحترفين برصيد 70 نقطة، بفارق خمس نقاط عن الهلال الوصيف، و13 نقطة عن الاتحاد الذي توج باللقب، كما ودع "العالمي" دوري أبطال آسيا من نصف النهائي، ما زاد من وطأة الضغوط على إدارة النادي ومدربه.

ومن هنا، جاءت الرغبة في استعادة العمري كجزء من خطة تعويض بعض الغيابات، خصوصًا في الخط الدفاعي، وتجديد دماء الفريق بعناصر أثبتت كفاءتها على أرض الملعب.

وعبّر العديد من مشجعي الاتحاد عن حزنهم لرحيل العمري، مشيدين بما قدمه للنادي خلال فترة إعارته، ومطالبين الإدارة بالتحرك بشكل أكبر في المستقبل للحفاظ على النجوم الذين يصنعون الفارق.

وكتب بعض مشجعي "العميد" عبر منصات التواصل الاجتماعي رسائل وداع للاعب، عبّروا فيها عن امتنانهم، ووصفوه بـ"المدافع الصلب" و"رجل المواعيد الكبرى"، مؤكدين أنهم سيحتفظون بذكراه رغم رحيله المرتقب.

ورغم صعوبة الموقف، يراهن الجمهور الاتحادي على قدرة الإدارة في تعويض الغيابات، والتخطيط الجيد للموسم الجديد، للحفاظ على المكاسب التي حققها النادي خلال هذا العام الاستثنائي.

ولا تعني عودة عبدالإله العمري إلى النصر بالضرورة نهاية مشواره مع الاتحاد أو غلق الباب أمام أندية أخرى، إذ تبقى سوق الانتقالات الصيفية مفتوحة على مفاجآت عديدة، خاصة في ظل التنافس المتصاعد بين الأندية السعودية الكبرى على النجوم المحليين والأجانب على حد سواء.

وفي ظل تألق العمري وارتفاع قيمته السوقية، قد تظهر عروض جديدة مستقبلاً، سواء من داخل الدوري السعودي أو من خارجه، وهو ما يجعل من ملف اللاعب نقطة محورية في تحركات النصر خلال الأسابيع المقبلة.

وتبقى مباراة الاتحاد أمام القادسية في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مناسبة استثنائية على أكثر من صعيد، إذ تمثل فرصة لتتويج جديد "للنمور"، وفرصة وداع أخيرة لأحد أبرز نجوم الفريق خلال الموسم، عبدالإله العمري.

وبين دموع الفرح بالحلم المنتظر، ودموع الوداع لنجم رحلته قاربت النهاية، تترقب الجماهير صافرة الختام مساء اليوم، على أمل أن تكون ليلة تتويج وبداية جديدة، لا نهاية حزينة.

اقرأ ايضاً