ارتباك إداري وغضب جماهيري في العالمي: تعليق عمل التنفيذية بنادي النصر حتى إشعار مجهول

تعليق عمل التنفيذية بنادي النصر حتى إشعار مجهول.
كتب بواسطة: افتكار غالب | نشر في 

في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، قرر مجلس إدارة نادي النصر السعودي تعليق عمل الشركة التنفيذية لإدارة النادي، برئاسة ماجد الجمعان، حتى إشعار مجهول، مما أثار موجة من التساؤلات والغموض حول مستقبل "العالمي"، خاصة بعد موسم وُصف بالمخيب لآمال جماهيره.

ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه أروقة النادي العاصمي توترًا متصاعدًا، بعد سلسلة من الإخفاقات المحلية والقارية، والتي تسببت في اهتزاز الثقة بين الجماهير والإدارة، وأثارت العديد من علامات الاستفهام حول جدوى الخطط الإدارية والفنية التي قادها النادي خلال الموسم المنقضي.

الخبر لم يخرج عبر القنوات الرسمية للنادي، بل جاء على لسان الناقد الرياضي عبدالعزيز العصيمي، الذي كشف عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن مجلس إدارة نادي النصر اتخذ قرارًا بتعليق عمل التنفيذي، دون تحديد فترة زمنية واضحة أو توضيح طبيعة الأسباب التي دفعت لاتخاذ مثل هذه الخطوة الحاسمة.

وبحسب العصيمي، فإن القرار يحمل طابع العجلة، وهو ما قد يعكس حجم الضغط المتراكم على الإدارة النصراوية، نتيجة تراكم الأخطاء الإدارية وتراجع أداء الفريق الأول، ما تسبب في انقسام داخل المدرج النصراوي بين مطالبين بالإصلاح الفوري وآخرين يتحدثون عن ضرورة إعادة الهيكلة من الجذور.

والجدير بالذكر أن، ماجد الجمعان قد تولى إدارة الشركة التنفيذية لنادي النصر في منتصف الموسم الماضي، خلفًا للإيطالي جويدو فينجا، الذي غادر منصبه وسط جدل واسع حينها حول مدى نجاحه في تطوير البنية الإدارية للنادي، وقد جاء الجمعان إلى المنصب وسط آمال بأن يكون قادراً على إحداث تغيير جذري في آليات العمل، وتعزيز الانضباط والاحترافية داخل النادي.

لكن فترة الجمعان لم تدم طويلاً حتى بدأت علامات القلق تظهر، خاصة مع استمرار تراجع نتائج الفريق، وتخبط بعض الملفات الإدارية، وعلى رأسها ملف تجديد عقود اللاعبين، الذي أثار جدلاً كبيرًا مؤخرًا.

ومن أبرز الأحداث التي فجرت الغضب داخل البيت النصراوي، كان انتقال المدافع الدولي علي لاجامي إلى الغريم التقليدي الهلال، في صفقة انتقال حر، بعد انتهاء عقده مع النصر دون أن يتم التجديد له.

وهي الخطوة اعتبرتها جماهير "العالمي" إهمالاً فادحاً من الإدارة التنفيذية، التي لم تبادر بتجديد عقد اللاعب في الوقت المناسب، مما أتاح للهلال اقتناص الصفقة دون دفع مقابل مادي للنصر، الأمر الذي زاد من حدة الانتقادات الموجهة إلى ماجد الجمعان وفريقه التنفيذي.

وقد أنهى نادي النصر موسمه في دوري روشن السعودي في المركز الثالث، برصيد 70 نقطة، متخلفًا بفارق خمس نقاط عن الهلال صاحب المركز الثاني، و13 نقطة كاملة عن الاتحاد المتوّج باللقب، وكان جمهور النصر يأمل في تحقيق اللقب المحلي الغائب عن خزائن النادي منذ مواسم، خاصة في ظل التعاقدات الكبيرة التي أجراها الفريق، وعلى رأسها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

أما على الصعيد القاري، فقد خسر النصر فرصة المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد خروجه من نصف النهائي أمام كاواساكي فرونتال الياباني، مما مثّل ضربة موجعة لطموحات الجماهير والإدارة على حد سواء، وأعاد فتح باب النقاش حول مدى نجاعة الخيارات الفنية والإدارية التي اتُخذت خلال الموسم.

ويطرح تعليق عمل التنفيذي في هذا التوقيت الحرج، وقبل بداية التحضيرات للموسم الجديد، أكثر من علامة استفهام حول خطة النادي المستقبلية، ومدى جاهزيته للدخول في سوق الانتقالات الصيفية بشكل فعّال.

ويرى مراقبون أن القرار ربما يمهد لتغييرات جذرية داخل هيكل إدارة النصر، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انطلاق الموسم الجديد، الذي ينتظر فيه الفريق مشاركات محلية وقارية جديدة، مما يستدعي استعدادًا إداريًا وفنيًا على أعلى مستوى.

وفي المقابل، طالب عدد من الجماهير بإيضاح رسمي من إدارة النادي حول أسباب تعليق عمل التنفيذي، مع دعوات للكشف عن تفاصيل الخطط المقبلة لضمان الشفافية وطمأنة الجماهير الغاضبة، التي لم تعد تثق بالشعارات بقدر ما تنتظر نتائج ملموسة داخل المستطيل الأخضر.

ويبدو أن نادي النصر دخل مرحلة جديدة من المراجعة والتقييم بعد موسم محبط بكل المقاييس، ويتزامن ذلك مع تغيرات متسارعة قد تؤثر بشكل مباشر على شكل الفريق في الموسم المقبل، فبين غضب المدرجات، وتخبط الإدارة، وأسئلة بلا إجابات، يبقى مستقبل "العالمي" مفتوحًا على كل الاحتمالات، في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من قرارات قد تعيد التوازن للنادي، أو تدفعه إلى دوامة جديدة من الأزمات. 

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية