"الكهرباء" تعيد تشغيل وحدات "الدوحة الشرقية" وتُنجز خطة الصيانة استعدادًا لموسم الذروة

كتب بواسطة: افتكار غالب | نشر في

أعلنت وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت عن نجاحها في إعادة تشغيل جميع وحدات محطة الدوحة الشرقية التي خرجت عن الخدمة خلال صيف العام الماضي، بسبب خلل فني طارئ، وذلك ضمن خطتها الاستباقية لتأمين الطاقة استعدادًا لفصل الصيف، الذي يُتوقع أن يشهد ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة واستهلاك الكهرباء.

وأوضحت مصادر مطلعة في الوزارة أن الفرق الفنية والهندسية نجحت في الانتهاء من أعمال الصيانة وإدخال الوحدات تباعًا إلى الخدمة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز القدرة الإنتاجية للمحطات وتخفيف الضغط المتوقع على الشبكة الوطنية خلال شهري يونيو ويوليو المقبلين.

وتُعد محطة الدوحة الشرقية من المحطات الحيوية في منظومة إنتاج الكهرباء، إذ توفر كميات كبيرة من الطاقة التي تُغذي مناطق سكنية وصناعية وزراعية مهمة في البلاد.

وأشارت المصادر إلى أن الوزارة تواصل تنفيذ برنامج الصيانة السنوي لجميع وحدات ومقطرات محطات الإنتاج في مختلف أنحاء البلاد، ضمن جدول زمني دقيق لا يؤثر على استقرار التغذية الكهربائية، مؤكدة أن خطة الصيانة تسير وفق ما هو مخطط لها، حيث من المتوقع الانتهاء من أعمال الصيانة لكافة الوحدات قبل حلول منتصف يونيو، باستثناء وحدتين من المقرر إدخالهما في وقت لاحق بعد الانتهاء من الاختبارات الفنية اللازمة.

وأضافت المصادر أن محطة الدوحة الغربية، وهي المحطة المجاورة لمحطة الدوحة الشرقية، تعمل حاليًا بكفاءة عالية وتصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 700 ميغاواط، ما يعزز من إجمالي الطاقة المتوفرة للشبكة ويُسهم في تلبية الطلب المتزايد المتوقع في الفترة المقبلة.

وفي سياق متصل، شهدت البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع انخفاضًا نسبيًا في درجات الحرارة، تراوح بين 45 و47 درجة مئوية، مقارنة بالأيام السابقة التي تجاوزت فيها الحرارة عتبة 49 درجة، ما ساهم في استقرار معدلات استهلاك الكهرباء خلال فترات الذروة، وفقًا لما أكدته مصادر مسؤولة في الوزارة.

وأوضحت المصادر أن هذا الانخفاض النسبي في درجات الحرارة انعكس بشكل مباشر على مؤشرات استهلاك الطاقة، إذ لم يتم تسجيل أي انقطاعات أو فصل للتيار في المناطق السكنية أو الصناعية أو الزراعية، على الرغم من استمرار عمليات الصيانة في بعض المحطات.

ويُتوقع أن يبقى استهلاك الكهرباء ضمن المعدلات الطبيعية خلال اليوم، مع احتمالية لارتفاع مؤشر الأحمال بدءًا من الغد، نتيجة الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة مجددًا، وتؤكد وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة أن العمل جارٍ بوتيرة متسارعة لتعزيز جاهزية البنية التحتية للطاقة في البلاد، من خلال تنفيذ أعمال الصيانة والتحديثات الفنية اللازمة.

فضلًا عن وضع خطط بديلة للطوارئ تحسّبًا لأي أعطال طارئة قد تحدث خلال فترة الصيف، وبيّنت المصادر أن الوزارة تتعاون بشكل مستمر مع الجهات المختصة، بما في ذلك الهيئة العامة للبيئة والإدارة العامة للإطفاء، لضمان التنسيق الكامل والاستجابة السريعة في حال ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية قد تؤثر على كفاءة عمل المحطات أو تتسبب بضغط مفرط على الشبكة الكهربائية.

وشددت المصادر على أهمية التزام المستهلكين بإجراءات الترشيد وتجنب الاستخدام العشوائي للأجهزة الكهربائية خلال ساعات الذروة، للمساهمة في الحفاظ على استقرار الخدمة وضمان استمراريتها.

ويأتي هذا الإنجاز في وقتٍ تستعد فيه الكويت لموسم صيفي شديد الحرارة، تشير التوقعات المناخية إلى أنه قد يكون من بين الأشد خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب تكاملًا بين الجهود الحكومية والمجتمعية لضمان عدم تعرّض البلاد لأزمات طاقة.

ووفقًا لتقديرات أولية من الوزارة، فإن الطلب المتوقع على الطاقة خلال شهري يوليو وأغسطس قد يتجاوز 16 ألف ميغاواط في بعض الأيام، وهو ما دفع الوزارة إلى تنفيذ خطط توسعة وتطوير لمحطات الإنتاج، بالتوازي مع تنفيذ برامج توعوية للمواطنين والمقيمين حول أهمية الحفاظ على الطاقة.

كما تعمل الوزارة حاليًا على تعزيز قدرتها التخزينية من الوقود اللازم لتشغيل المحطات، وتوفير كوادر فنية على مدار الساعة، لمتابعة الأحمال ومعالجة أي خلل فني في وقت قياسي.

ويُعزز النجاح في إعادة تشغيل وحدات محطة الدوحة الشرقية من قدرة الدولة على الاستجابة لمتطلبات الطاقة في المستقبل القريب، خصوصًا في ظل المشاريع التنموية المتسارعة وازدياد عدد السكان والمباني الجديدة.

كما يُعد ذلك مؤشرًا إيجابيًا على فعالية خطة الوزارة للصيانة والجاهزية، التي تُنفذ بمتابعة حثيثة من القيادة العليا في الوزارة، ومشاركة مهندسين وفنيين متخصصين يمتلكون خبرات واسعة في تشغيل وصيانة محطات الطاقة.

وفي ظل هذه الجهود المتواصلة، تتطلع الوزارة إلى مستقبل أكثر استقرارًا وكفاءة في إدارة ملف الطاقة، مع استمرار الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، وتوسيع استخدام تقنيات التبريد المستدام، وتقليل الفاقد في الشبكة الوطنية، بما ينسجم مع رؤية الكويت في تحقيق التنمية المستدامة.

اقرأ ايضاً