خدمة رقمية جديدة لحجاج الخارج: هيئة الاتصالات تتيح استخراج الشرائح إلكترونيًا لأول مرة

كتب بواسطة: فادية حكيم | نشر في

في خطوة نوعية تعكس التقدم التقني الذي تشهده المملكة العربية السعودية في مجال الخدمات الرقمية، أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، بالتعاون مع وزارة الداخلية ومقدمي خدمات الاتصالات المحليين، عن إتاحة خدمة استخراج الشرائح الرقمية لحجاج الخارج بشكل إلكتروني من خلال تطبيقات الشركات المرخصة.

وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الدولة في التيسير على ضيوف الرحمن وتحسين تجربتهم منذ لحظة وصولهم إلى أرض المملكة، من خلال خدمات رقمية متقدمة تضمن الاتصال الفوري دون الحاجة إلى التنقل أو الانتظار، والخدمة الجديدة تتيح للحاج تفعيل شريحة الاتصال الرقمية خلال دقائق، وذلك عبر التحقق من السمات الحيوية باستخدام تطبيق "أبشر"، مما يسهم في رفع كفاءة خدمات الاتصالات وتسهيل التفاعل الفوري مع ذويه والجهات التنظيمية على حد سواء.

وتتيح هذه الخدمة الرقمية لحجاج الخارج المسجلين في موسم حج هذا العام، البدء في استخراج الشريحة الرقمية قبل وصولهم إلى مقار سكنهم، حيث يمكنهم اختيار مقدم الخدمة المناسب من خلال التطبيق الرسمي، ثم استكمال خطوات التوثيق باستخدام بصمتهم عبر منصة "أبشر".

وهذا الإجراء يمكّن الحاج من تفعيل بطاقة الاتصال الرقمية قبل حتى مغادرة المطار، بما يضمن له تواصلاً آمنًا وفعالًا منذ اللحظة الأولى على أرض المملكة، وتعتبر هذه الخطوة نقلة مهمة في مسار رقمنة الخدمات الموجهة لضيوف الرحمن، حيث يتم تفعيل الشريحة دون الحاجة إلى زيارة الفروع أو تقديم مستندات ورقية، في مشهد يعكس حرص المملكة على تقديم أفضل الحلول التقنية واللوجستية في موسم الحج.

وتمثل هذه الخدمة استجابة فعلية لتحديات التجربة الرقمية التي واجهت بعض الحجاج في مواسم سابقة، إذ كان الحاج يضطر إلى التنقل بين فروع مزودي الخدمة، وربما يضطر للانتظار لفترات طويلة بسبب الزحام أو عدم توافر الوثائق المطلوبة.

أما الآن، فقد أصبح بإمكان الحاج، وهو لا يزال في المطار أو في طريقه إلى السكن، أن يُفعّل شريحته بنفسه من خلال خطوات بسيطة ومباشرة، دون أي تدخل بشري، وبما يضمن الأمان المعلوماتي والخصوصية الرقمية، ويُعد هذا التوجه جزءًا من منظومة متكاملة لتسهيل رحلة الحاج، وتعزيز قدرة الدولة على خدمة الملايين من الزوار في وقت قياسي ومن خلال حلول تقنية متقدمة.

ومن جهة أخرى، أكدت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية أن هذه الخدمة تأتي ضمن مجموعة من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرقمية لخدمة ضيوف الرحمن، خاصة أن موسم الحج يُعد واحدًا من أكبر التجمعات البشرية في العالم، ويتطلب تنسيقًا فائقًا بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة.

وصرّحت الهيئة أن الخدمة متاحة لجميع حجاج الخارج الذين أكملوا تسجيلهم الرسمي، وأن عملية التحقق من الهوية والتوثيق عبر "أبشر" تتوافق تمامًا مع أعلى معايير الأمان السيبراني، ما يضمن عدم إساءة استخدام البيانات أو وقوع أي ثغرات أمنية، كما أوضحت أن هذه الخدمة لا ترتبط بجهة معينة من مقدمي الخدمة، بل تشمل جميع الشركات المرخصة، ما يتيح للمستخدم حرية الاختيار وتنوع الخيارات.

وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبًا واسعًا من المتابعين والمتخصصين في قطاع الاتصالات، الذين اعتبروها تجسيدًا فعليًا لرؤية المملكة 2030 في مجال التحول الرقمي وتسهيل تجربة الزائر، ويرى مراقبون أن الخدمة الرقمية الجديدة ستسهم في خفض التكاليف التشغيلية، وتقليل الاعتماد على الموارد البشرية، فضلًا عن تعزيز ثقة الزائر في منظومة الخدمات السعودية.

كما أنها تمهّد الطريق نحو مستقبل أكثر ذكاءً في إدارة الحشود، خاصة وأن الاتصال الفوري والفعال يعتبر ركيزة أساسية في توجيه الحجاج وإدارة حالات الطوارئ والتواصل مع الجهات الخدمية، وتُشير التوقعات إلى أن هذه الخدمة ستحظى بإقبال كبير من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم، نظرًا لسهولة استخدامها ومرونة إجراءاتها.

ويأتي هذا الإنجاز الجديد في سياق أوسع من المبادرات التي تطلقها المملكة سنويًا لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، حيث تشهد السنوات الأخيرة تسارعًا في اعتماد التقنيات الحديثة لتعزيز جودة الحياة والتنقل والخدمات الصحية والإرشادية.

وتؤكد الجهات المعنية أن هذه الخدمة ستكون نواة لمزيد من الابتكارات الرقمية في الأعوام القادمة، إذ يجري حاليًا تطوير تطبيقات ذكية تُدمج بين خدمات الاتصالات، والتوجيه، والسلامة العامة، بما يصنع تجربة حج ذكية بالكامل، ويؤمل أن تكون هذه المبادرة بداية لمرحلة جديدة من الخدمات المتكاملة التي تواكب تطلعات الحجاج وترتقي إلى حجم الثقة التي منحتها المملكة لنفسها في خدمة الإسلام والمسلمين.

اقرأ ايضاً