عرض ألماني يهز الأهلي: ريال مدريد يفتح الباب لرحيل يايسله وباير ليفركوزن يتحرك بخطوة مفاجئ

ريال مدريد يفتح الباب لرحيل يايسله وباير ليفركوزن يتحرك بخطوة مفاجئة.

كتب بواسطة: سلوى سعيد | نشر في

في تطور غير متوقع قد يغيّر ملامح الجهاز الفني لفريق الأهلي السعودي، كشفت تقارير صحفية اليوم عن دخول نادي باير ليفركوزن الألماني في مفاوضات متقدمة مع المدير الفني الحالي للراقي، الألماني ماتياس يايسله، تمهيدًا للتعاقد معه خلفًا للإسباني تشابي ألونسو، المتوقع انتقاله إلى تدريب ريال مدريد بداية من الموسم المقبل.

وهذا التطور المفاجئ أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية السعودية، لا سيما أن يايسله حقق نجاحًا باهرًا مع الأهلي بقيادته للفوز بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى في تاريخ النادي، ما عزّز من مكانته كأحد أبرز المدربين في المنطقة خلال الموسم الحالي.

والأنباء التي أوردها الصحفي محمد القاعود، أشارت إلى أن إدارة نادي باير ليفركوزن ترى في يايسله الخيار المثالي لقيادة الفريق في المرحلة القادمة، نظرًا لخبرته الأوروبية السابقة مع ريد بول سالزبورغ، فضلًا عن بصمته التكتيكية الواضحة مع الأهلي، حيث نجح في بناء فريق متماسك يتمتع بفاعلية هجومية وانضباط دفاعي لافت.

والعرض المقدم من ليفركوزن، بحسب المصادر، يتضمن صلاحيات فنية واسعة دون تدخل إداري، وهي النقطة التي تُعد محور خلاف بين يايسله وإدارة الأهلي، التي لم تُبد حتى الآن مرونة واضحة في تلبية متطلبات مدربها الألماني رغم الإنجاز القاري غير المسبوق.

ويبدو أن العلاقة بين يايسله وإدارة النادي تمر بفترة توتر، خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المدرب الألماني، والتي أشار فيها إلى أن الإدارة لم تبادر حتى اللحظة بالتجديد له أو منحه ضمانات بشأن الاستقلالية الفنية.

ورغم أن عقده يمتد حتى يونيو 2026، إلا أن الغموض يلف مستقبل العلاقة بين الطرفين، في ظل تضارب التوجهات وعدم الاتفاق حتى الآن على خارطة الطريق للموسم المقبل، خصوصًا فيما يخص تدعيم الصفوف واستراتيجية الانتقالات الصيفية، واللافت أن يايسله لم يطلب زيادة في المقابل المالي، وإنما طالب فقط بالحفاظ على حريته الفنية وتوفير الأدوات اللازمة لمواصلة البناء الفني للفريق.

وجماهير الأهلي من جهتها لم تتأخر في التعبير عن استيائها من موقف الإدارة، إذ عجّت منصات التواصل الاجتماعي بردود فعل غاضبة من احتمالية رحيل يايسله، الذي بات يحظى بشعبية كبيرة بين أنصار "قلعة الكؤوس"، بعد أن أعاد الفريق إلى الواجهة القارية وأثبت كفاءته في التعامل مع التحديات الكبرى.

والجماهير ترى أن التخلي عن مدرب بحجم يايسله دون مبررات واضحة أو بديل مناسب سيكون خطوة مرتجلة قد تعيد الفريق إلى دوامة عدم الاستقرار الفني، خصوصًا أن مشروع النادي بدأ في التبلور أخيرًا بعد سنوات من التعثر.

وفي المقابل، يبدو أن إدارة النادي لم تحسم موقفها بعد، إذ تفضل دراسة الخيارات المتاحة بدقة، خاصة أن رحيل مدرب بحجم يايسله يتطلب تعويضًا نوعيًا لا يقل عنه كفاءة وخبرة، وفي ظل الانفتاح المتزايد للأندية الأوروبية على الكفاءات الفنية العاملة في دوري روشن السعودي، فإن احتمالات مغادرة يايسله باتت واردة بشدة ما لم يتم التوصل إلى صيغة توافقية تحفظ للطرفين مصالحهما.

ويرى بعض المحللين أن تحركات ليفركوزن جاءت بتوصية فنية من قبل أطراف قريبة من تشابي ألونسو، الذي يرى أن يايسله قادر على مواصلة البناء داخل الفريق الألماني على النسق نفسه الذي قاده لتحقيق البوندسليغا مؤخرًا.

ومن الجدير بالذكر أن ماتياس يايسله، البالغ من العمر 36 عامًا، كان قد انضم إلى الأهلي في صيف 2023 قادمًا من سالزبورغ النمساوي، بعقد يمتد لثلاث سنوات، ومنذ توليه المسؤولية، أظهر رؤية فنية متميزة انعكست على أداء الفريق ونتائجه، ليصبح أحد أبرز الأسماء في ساحة التدريب الآسيوي.

وعلى الرغم من صغر سنه نسبيًا، إلا أن أسلوبه في إدارة المباريات وقدرته على التعامل مع النجوم داخل غرفة الملابس منحاه ثقة جماهيرية كبيرة، وجعلت منه هدفًا مطروحًا لعدد من الأندية الأوروبية الكبرى.

ويبقى مستقبل يايسله مع الأهلي معلقًا حتى إشعار آخر، في انتظار القرار النهائي من إدارة النادي، التي تجد نفسها اليوم أمام اختبار صعب في كيفية الحفاظ على مكتسبات الموسم وتجنب الوقوع في مأزق إداري قد يفقد الفريق الاستقرار الفني، وبين رغبة المدرب في التحرر من القيود الإدارية، واهتمام أوروبي متصاعد بخدماته، تزداد الضغوط الجماهيرية والإعلامية على الإدارة لاتخاذ القرار الصحيح قبل فوات الأوان.

اقرأ ايضاً